تحتضن الجزائر اليوم وتتواصل إلى الغد بقاعة علي معاشي بقصر المعارض الصنوبر البحري فعاليات الندوة الدولية الأولى حول "صناعة الكتاب في الجزائر"، وذلك بمشاركة نخبة من الدول العربية وفرنسا.وكشف رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب أحمد ماضي ل " صوت الأحرار" أن الندوة التي تجمع محترفي ومهنيي صناعة الكتاب بالجزائر على مدار يومين اختير لها شعار "النشر في الجزائر.. واقع ورهان". وستكون المحطة الأولى للناشرين الجزائريين من أجل الاحتكاك بنظرائهم العرب، فيما يتعلق بسياسة صناعة الكتاب، وسبل ترقيته، من خلال التعرف على تجاربهم، وفتح أفق التعاون فيما بينهم مستقبلاً و ستعرف الندوة مشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في عالم النشر، من عدة دول عربية منها السعودية ، سوريا ،السودان، ليبيا، المغرب، تونس ضمنهم الأستاذ محمد علي بيوض، محمد عدنان سلم أمين عام إتحاد الناشرين السوريين، ممثل دار الفكر، رئيس إتحاد الناشرين السودانيين، الدكتور محمد أحمد عايش نائب رئيس إتحاد الناشرين الليبيين الأستاذ محمد علي مكاوي، فيما سيعرف هذه الندوة مشاركة بعض المكتبيين والموزعين وكذا الناشرين العرب، لعرض تجاربهم وسياستهم في صناعة الكتاب، حيث سيسعى هؤلاء إلى دراسة إشكالية صناعة الكتاب في الجزائر، للخروج في القريب العاجل، بنتيجة إيجابية تساهم في تسويق الكتاب الجزائري بالخارج. وأجاب رئيس النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين أحمد ماضي في سؤال حول المشاركة المصرية في اللقاء قائلا " لم نوجه دعوة للناشرين المصريين لأسباب يعرفها الجميع والظروف ليت مناسبة حاليا ربما في مرحلة أخرى " ويتضمن برنامج المداخلات "أجانب ضيوف على مكتبة العالم العربي بباريس " لمدير مكتبة معهد العالم العربي بباريس الطيب ولد عروسي ، "إشكالية المكتبات والمقروئية في الجزائر "،"النصوص القانونية المنظمة لمهنة الكتاب في الجزائر "، "نشر الكتاب والإعلام في الجزائر"، "سياسة الكتاب في الجزائر "، نشر الكتاب المدرسي في الجزائر تجربة". الندوة تأتي بعد مرور أشهر فقط على ترأس أحمد ماضي لنقابة ناشري الكتب، الذي أكد أن النقابة ستعمل في خطّ موازي مع الدولة للنهوض بقطاع الكتاب الجزائري، خاصة بعد الدعم الكبير الذي أصبحت توليه الحكومة الجزائرية، للكتاب، واحتضان الجزائر لتظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية سنة 2007، وما ينتظرها سنة 2011، حين تحتضن مدينة تلمسان لتظاهرة الثقافة الإسلامية. ومن هذه المنطلقات أصبح لزاما على الناشرين رفع مستوى صناعة الكتاب الجزائري، وهذا يقع بالدرجة الأولى على عاتق النقابة كما وعد ماضي بان تكون الندوة، موعد سنوي من أجل الاستفادة من خبرات الآخرين في مجال صناعة الكتاب، وترقيتها في الجزائر. وستناقش الندوة حاضر الكتاب في الجزائر، من خلال أهل الاختصاص، في مختلف حلقات سلسلة صناعة الكتاب، بهدف الخروج بتصور شامل لواقع الكتاب وآفاقه في الجزائر، بغرض وضع إستراتيجية واضحة المعالم ودراسة مجموعة من الإشكاليات، من بينها إشكالية المكتبات والقراءة في الجزائر، النصوص القانونية المنظمة لمهنة الكتاب في الجزائر، نشر الكتاب والإعلام في الجزائر، إستراتيجية الجزائر في الاهتمام بالكتاب، ونشر الكتاب المدرسي دعم للنشر. واعتبر الندوة فرصة لمناقشة وعرض مختلف مشاكل القطاع. زيادة على وضع تصور شامل لمشاكل الكتاب والبحث عن المخارج الرئيسية له، بإشراك الجميع، بحيث تجمع الندوة كل أطراف القطاع، وستكون الندوة بداية لسلسلة من اللقاءات من أجل إذابة الاختلافات وتقريب وجهات النظر، بين مختلف الفاعلين الاجتماعيين في مجال الكتاب، بغرض التأطير لعمل مستقبلي ينظم المهنة ويؤدي إلى وضع ميثاق الناشر، وهو القانون المعنوي الذي تسعى النقابة إلى بلورته، عبر فتح مثل هذا النقاش.بالإضافة إلى مساهمة الناشرين في المرصد الوطني للكتاب، الذي تم وضع قانونه الأساسي حسب الجريدة الرسمية، وما زال لم ينطلق العمل به بعد. مضيفا أن المرصد سيحل الكثير من العقد، خاصّة في وضع إستراتيجية وطنية للكتاب، عن طريق البحث الميداني ومعرفة مختلف معوقات المقروئية والتوزيع والنشر في الجزائر، عبر رصد دائم لتغيرات السوق واهتمامات القارئ الجزائري. لأن المقروئية في الجزائر في تنامي مستمر، والسوق الجزائرية للكتاب سوق مفتوحة، وتبشر بمستقبل زاهر للنشر، ولا ينقصها سوى وضع الآليات القانونية والتنظيمية لسوق الكتاب.