شرعت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي رسميا منذ بداية شهر مارس الجاري في تطبيق النظام الجديد الخاصّ بالتعاقد مع المؤسسات الاستشفائية، وحسب ما أكده مدير التأمينات الاجتماعي بالوزارة ''جواد بوركايب'' فإن حوالي 20 مليون جزائري معنيون بهذه العملية التي ستطبّق تدريجيا، مما يسمح لهم بالاستفادة من العلاج بالمستشفيات بشكل منتظم ويضمن بالمقابل كذلك تحسين نوعية التكفل وترشيد نفقات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وأورد مدير الضمان الاجتماعي على مستوى وزارة العمل والتشغيل الذي نزل أمس ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة، بعض الأرقام والمعطيات المتعلقة بقطاع التأمينات الاجتماعية التي بلغت فيها نسبة تعويض الأدوية فقط أكثر من 79 مليار دينار خلال العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 3 بالمئة عمّا كانت عليه في 2008 التي بلغت حدود 77 مليار دينار، مرجعا هذا التراجع النسبي في الزيادة مقارنة بوتيرة السنوات السابقة إلى السياسة التي تبنّتها الوزارة بتشجيع الأدوية الجنيسة والشروع بالعمل بنظام السعر المرجعي. كما كشف ''جواد بوركايب'' بالمناسبة أن تكاليف صندوق الضمان الاجتماعي الموجهة خصيصا للصحة، بما في ذلك العلاج بالمستشفيات، عرفت في السنوات الأخيرة ارتفاعا نسبيا، فمن إجمالي 200 مليار دينار فإن 38 مليار دينار تذهب مباشرة إلى نفقات الصحة، مضيفا في هذا السياق أن مصالح الوزارة وضعت العديد من الآليات من أجل ترشيد النفقات من خلال اعتماد نظام الطبيب المعالج الذي كانت بدايته من عنابة وتوسعت حاليا إلى خمس ولايات، ويضمّ في القائمة 200 طبيب متعاقد يغطون حوالي 40 ألف مؤمّن اجتماعي. ودافع بوركايب عن تطبيق النظام التعاقدي مع المستشفيات العمومية الذي دخل حيز التنفيذ بداية الشهر الجاري، حيث لم يتوان في التأكيد بأن هذا النظام يسمح بالتحكم الأمثل في نفقات الصحة للضمان الاجتماعي، كما يضمن من جهة أخرى فعالية أكبر في سير النظام العمومي للعلاج وتحسين نوعية التكفل بالمؤمن لهم اجتماعيا على مستوى المستشفيات من دون المساس بالتوازنات المالية لصندوق الضمان الاجتماعي، لافتا كذلك إلى أن هذه العلاقة التعاقدية تسمح بالوقوف على نوعية المرضى الذين يقصدون المستشفيات. وبالنظر إلى أن النظام التعاقدي مع المستشفيات يشمل حوالي 20 مليون جزائري باحتساب المؤمّنين إضافة إلى أفراد عائلاتهم، فإن وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي سبق أن قامت بتكوين 600 شخص خصيصا لهذه العملية، بالإضافة إلى تزويد مكاتب الدخول على مستوى المؤسسات الاستشفائية بالإمكانات اللازمة من أجل أن تؤدي دورها في هذا الاتجاه مع إعداد برمجيات خاصة لذلك، وتوقّع أن تنجح هذه التدابير في تحقيق الأهداف المنشودة خاصة مع تزايد استعمال بطاقة ''شفاء'' التي وصلت حتى الآن عتبة 6,2 مليون مستعمل، فيما تمكّنت المصالح المعنية من توفير 6 ملايين بطاقة حتى الآن. واستنادا إلى تصريحات المسؤول المركزي بوزارة العمل فإن قائمة الأدوية القابلة للتعويض تمّ توسيعها خلال العام الجاري إلى 4000 دواء بعدما كانت في حدود 3200 دواء فقط، فيما يجري العمل حاليا على تحيين قائمة المرضى المزمنين التي تعود، حسب جواد بوركايب، إلى حوالي 20 سنة، مؤكدا أن هذا الملف تجري متابعته من طرف عدد من الخبراء على مستوى الوزارة.