أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس، أن اجتماع الجزائر لوزراء خارجية دول الساحل والصحراء، ''يدخل في إطار التشاور والحوار والعمل المشترك بين دول متجاورة''. وأمام نظرائه من كل من موريتانيا، مالي، النيجر، ليبيا، التشاد وبوركينافاسو، أشار مراد مدلسي، إلى أن اللقاء، ''يشهد على وعينا بأهمية المواضيع التي تستوقفنا، وهي مواضيع الأمن والسلم والتنمية في منطقتنا''. وألح مدلسي، في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، الذي انعقد بفندق ''شيراتون''، على أنه ''يتوجب علينا أن نقوم بتحيين تقييمنا للتهديد الإرهابي، الذي يعرف تطورات خطيرة (...) وباتت له العديد من الارتباطات القوية مع الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة بالأسلحة والمخدرات''. ولمواجهة مشاكل فضاء الساحل والصحراء، دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى ''التحرك بكل حزم، بتدابير ملموسة، من خلال تفعيل آليات التعاون الثنائي والجهوي والدولي، التي يجب تحسينها وتكييفها إن اقتضى الأمر''. وطغى الطابع الدبلوماسي، على كلمة مدلسي حيث تحاشى التطرق إلى التطورات الأخيرة على الصعيد الأمني بالمنطقة، وعلى رأسها التنازلات التي قدمتها دولة مالي، لما يعرف بالجماعة السلفية للدعوة والقتال، نظير الإفراج عن الرعية الفرنسية بيار كامات، وهذا على حساب جهود مكافحة الإرهاب بالمنطقة. وكذا ما يروج من شبهات بخصوص الدور البروركينابي في الإفراج عن الرهينة الإسبانية أليسيا غوميز، لكنه أكد بالمقابل على أن ''الإخلاص في التعامل، والتعاون الصادق الصريح والتزامنا الثابت في محاربة الإرهاب من دون تنازل (...) هي قواعد عمل نتقاسمها جميعا ويتوجب علينا احترامها''. وعرض المتحدث إلى الشق التنموي، فقال إنه ''يتعين علينا أن نتدارس وضع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البؤر المغلقة والمعزولة عن منطقتنا، والتحرك عبر حلول ناجعة لتقليص الفقر''. كما ربط مدلسي بين تدهور الوضع الأمني بالمنطقة وسوء الأحوال المعيشية لساكنتها، حيث لاحظ أن ''هناك شرائح واسعة من السكان، أصبحت تعيش جوا من الخوف ومن انعدام الأمن (...) وهي تعاني أصلا من الحرمان وزادها الفقر وتدهور المحيط'' على حد قوله.