حسم حزب جبهة التحرير الوطني، آلية انتخاب أمينه العام عن طريق جعلها من صلاحيات اللجنة المركزية، وهذا بعد أن تم الاحتفاظ بالمادة ال 63 من القانون الأساسي الذي صودق عليه من طرف المؤتمرين مساء أول أمس، بعد أن دار حديث حول إمكانية تعديلها، مما يعني أن تزكية المؤتمر لبلخادم، لا يعتد بها من الناحية القانونية، ليتعين عليه بذلك تقديم ترشحه للجنة المركزية، التي ستعقد دورتها قريبا. ورغم اضطرار بلخادم إلى المرور باللجنة المركزية، في طريقه إلى العهدة الثانية، فإن هذا لا يؤثر على حظوظه البتة، في ظل غياب منافسين، ولا يستبعد أن يتبوأ الأمانة العامة، وفق آلية التزكية من قبل اللجنة، من دون انتخاب. ويشار في سياق آخر، إلى أن القانون الأساسي أغفل مسألة شغور منصب الأمين العام بسبب الوفاة أو العجز وغيرها، الأمر الذي ستتم معالجته في النظام الداخلي للحزب، وهو عبارة عن نص تفصيلي للقانون الأساسي. من جهة ثانية عرفت استحقاقات اللجنة المركزية، تدافعا محموما وتنافسا شديدا بين مندوبي الولايات. ووصلت الأمور إلى حد العراك بالأيدي في كثير من الحالات. كما عرفت بعض الولايات انسدادا وفشلت في انتخاب ممثليها، بعد أن قُدّمت أكثر من قائمة ترشيحات، كما هو الحال مع الوادي، خنشلة، سعيدة وولايات أخرى. في حين اكتسح المحافظون الولائيون مقاعد اللجنة المركزية، وأحصت ''المستقبل''، ما لا يقل عن 02 ولاية ضمن فيها المحافظون عضوية اللجنة، مثلما حصل على سبيل المثال في ولايات، المسيلة، المدية، الجلفة، برج بوعريريج. ويعزى هذا الأمر إلى دور المحافظين في إعداد قوائم المندوبين، مما يضمن لهم ولاءهم في هذه الاستحقاقات. ويبلغ عدد أعضاء اللجنة المركزية 423 عضو، إذ ينتخب مندوبو كل محافظة من محافظات الحزب، وعددها 45، ستة مندوبين يتم عرض أسمائهم على لجنة الترشيحات، التي تنتقي منهم ثلاثة، على أساس معايير محددة، من بينها عدد سنوات النضال، الانضباط وشروط أخرى. وإلى جانب الأعضاء المنتخبين، تقدم كل محافظة ثلاثة أسماء لإطارات ومسؤولين من الكادر المتقدم للحزب، لعرضها على الأمين العام الذي يضمّنها في القائمة الوطنية التي تضم الأسماء التي تدرج في اللجة المركزية. كما يحتمل أن يتم توسيع اللجنة، وتطعيمها بممثلين عن الجالية الوطنية بالخارج، وكذا رؤساء تنظيمات جمعوية. وبعد الفراغ من ضبط قائمة أعضاء اللجنة المركزية، وكذا انتخاب أو تزكية الأمين العام، ستتجه الأنظار صوب استحقاقات لا تقل أهمية، وهي تشكيل المكتب السياسي، ويضم ما بين 11 إلى 51 عضوا، يُضمّنهم الأمين العام في قائمة، يعرضها على اللجنة المركزية للتزكية. ورغم أن الإعلان عن القائمة، لن يتم إلا بعد حوالي شهر من الآن، فإن تركيبة هذه الهيئة، أصبحت معروفة جزئيا، إذ يتم تداول اسم الوزير الطيب لوح، رغم ''اعتراض'' وزراء آخرين طامحين للعضوية، واحتجاجهم بكون لوح قد انقطع، في فترة من الفترات عن النضال في الحزب، بحكم عمله كقاض وهذا بسبب صدور قانون يومها، يمنع القضاة من الانتساب إلى التنظيمات السياسية. كما طرح إسم النائب تمامري ليشغل مقعدا بالمكتب، ممثلا عن فئة الشباب، والسيدتين صليحة جفال وحليمة لكجل، ضمن حصة المرأة، وقدرها ثلاثة مقاعد.