أكد أعضاء الوفد الحقوقي الصحراوي، الذين أدوا زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، إمكانية تعرضهم للاعتقال من قبل السلطات المغربية، بمطار الدارالبيضاء، الذي سيصلونه اليوم في طريق عودتهم إلى الأراضي الصحراوية المحتلة. وأشار الحقوقيون ال 11 في ندوة صحفية نشطوها أمس بدار الصحافة''طاهر جاووت'' بالجزائر، إلى أن احتمال اعتقالهم وارد، بالنظر لسوابق المملكة المغربية في اعتقال ومضايقة ناشطين قاموا بزيارات مماثلة. وتحسبا لهذا الاحتمال؛ أودع الحقوقيون وصية لدى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، التي تعهد رئيسها محرز العماري عن كشف مضمونها ''في الوقت المناسب''. قال الحقوقي الصحراوي النعمة أسفاري، ''سنعود غدا (اليوم) إلى المناطق المحتلة، وستكون أول محطة في رحلتنا مطار الدارالبيضاء، ونحن نتوقع من السلطات المغربية أي شيء، كأن يتم اعتقالنا مثلما حصل مع وفد النشطاء السبعة، أو يتم إجبارنا على مغادرة بلدنا مثلما حصل مع أميناتو حيدر''. وعقّب رفيقه حمادة الإسماعيلي، قائلا إن السلطات المغربية ''قد تعتقلنا، وقد تغض الطرف ولا تتعرض لنا، بحكم الوضع الراهن، وتداول القضية الصحراوية بالأمم المتحدة هذه الأيام، ولو أن المغرب عوّدنا على عدم إيلاء أهمية للاعتبارات السياسية''. يذكر أن سبعة ناشطين حقوقيين، يقبعون حاليا بسجن مدينة سلا قرب العاصمة المغربية الرباط من دون محاكمة، وهذا منذ شهر أكتوبر الفارط، تاريخ عودتهم من زيارة قادتهم إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، حيث تم اعتقالهم فور نزولهم بالمطار، واقتيدوا إلى وجهة مجهولة حيث ظل مصيرهم مجهولا لأيام عدة، قبل أن يحولوا إلى السجن، وهم يخوضون الآن إضرابا مفتوحا عن الطعام، شرعوا فيه منذ 15 يوما، رفقة أزيد من 20 من المعتقلين الصحراويين، الموزعين على سجون مغربية. أما المناضلة سلطانة خيّة، التي فقدت عينها في اعتداء للشرطة المغربية، فقد عرضت إلى بعض ممارسات الاحتلال المغربي بالأراضي الصحراوية المحتلة، وانتهاكاته لحقوق الإنسان بالإقليم، فتحدثت عن ''احتلال البوليس والمخابرات للمشافي، ومنعهم العلاج عن الناشطين الصحراويين من ضحايا القمع، ورمي الصحراويين في المناطق المهجورة خارج المدن، ناهيك عن الاعتقالات..''.كما كان ضمن الوفد؛ المعتقل الصحراوي السابق محمد ددّش، الذي يعد أقدم معتقل صحراوي، لقضائه 25 سنة بالسجون المغربية، من بينها 15 سنة أمضاها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام الذي صدر في حقه. وتحدث ددّش، الملقب ب ''مانديلا الصحراء''، عن انطباعاته التي كوّنها خلال زيارته لمخيمات اللجوء، فأشار إلى أن مشاهداته جعلته يقف على زيف الدعاية المغربية، ''كنا نسمع أن المخيمات لم تبق بها إلا أقلية متمسكة بمواقف البوليساريو، لكن زيارتنا واحتكاكنا باللاجئين، جعلتنا نقف عند تمسك جميع الصحراويين بجبهة البوليساريو ممثلا شرعيا وحيدا لهم'' على حد قوله. وتابع ددّش مؤكدا أن ما يروج له الإعلام المغربي، عن وجود تجاوب مزعوم لقطاعات من الصحراويين مع أطروحة الحكم الذاتي، ''أمر غير صحيح البتة''. من جهة ثانية، قام أعضاء الوفد، بإيداع وصية مكتوبة، إلى رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محرز العماري، وقال الناشط النعمة أسفاري، إن محتواها ''سيعرف بعد أن يتبين ما سيؤول إليه مصيرنا، عند العودة إلى أرض الوطن''. وتعهد العماري بكشف محتوى الوصية، وإطلاع الصحافة عليها،''في الوقت المناسب'' على حد قوله.