أكد الوفد الصحراوي، الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين، أن النظام المغربي عوّد الحقوقيين الصحراويين على اتخاذ قرارات ارتجالية، وبالتالي فقد انتظر أن تتم الإساءة إليهم عند عودتهم نهار اليوم إلى الأراضي المحتلة عبر مطار الدارالبيضاء، وهذا مثلما حدث مع الوفود السابقة التي زارت من قبل المخيمات. كما قام الوفد الصحراوي بتسليم رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي رسالة، قال عنها إنها وصية لا يتم فتحها إلا بعد الاطلاع على الطريقة التي سيتم بها معاملة الوفد لدى وصوله مطار الدارالبيضاء بالمغرب. وقال أمس أعضاء الوفد الرابع، الذي قام بثالث زيارة إلى مخيمات اللاجئين بتندوف، إنه “لا يعلم ما ينتظره نهار اليوم في مدينة الدارالبيضاء، التي سيحط بها الوفد المكون من 13 عضوا من النشطاء الحقوقيين الصحراويين قبل التوجه إلى الأراضي المحتلة للالتحاق بذويهم”. وأضاف الحقوقيون، خلال ندوة صحفية عقدوها ظهر أمس بدار الصحافة “طاهر جاووت”، أن “النظام المغربي عوّدنا على قراراته الارتجالية، ما يعني أنه قد يلجأ إلى استعمال العنف ضدنا”. وأوضح أحد أعضاء الوفد الصحراوي، الذي كان مرفوقا بسفير الصحراء الغربيةبالجزائر، أن “هناك احتمالين، الأول يتمثل في اعتقال أعضاء الوفد المكون من 13 عضوا، مثلما فعلت السلطات المغربية مع الوفد الأول، حين اعتقلت سبعة نشطاء سياسيين. أما الاحتمال الثاني، فهو إخلاء سبيلنا، على أن يتم التعرض لضغوط فيما بعد مثلما حدث مع الوفد الثاني”، ولكن يواصل المتحدث “في جميع الحالات لن نخشى ولن نهاب ما سنتعرض له اليوم”. وكشف أحد أعضاء الوفد أن “الجمعيات الصحراوية أخطرت كل الهيئات الدولية باحتمال لجوء السلطات المغربية إلى استعمال العنف مع الوفد، وبالتالي، طلبت من الجميع تحمل مسؤولياته والتدخل في حالة حدوث أي تجاوزات”، مغتنما الفرصة “لتحميل إسبانيا المسؤولية التاريخية لما يحدث في الأراضي المحتلة، وفرنسا لدعمها الموقف المغربي”. كما انتقد المتحدث مواقف بعض البلدان العربية غير المساند للقضية الصحراوية، باستثناء الجزائر، ليبيا، موريتانيا وسوريا، التي أظهرت مساندة غير مشروطة للقضية الصحراوية. وأثناء تقييم الزيارة التي قام بها الوفد إلى مخيمات اللاجئين، قال محمد ددش، أحد ضحايا الاحتلال، قضى 25 سنة من الاعتقال في السجون المغربية، إن “الزيارة سمحت بالإطلاع على تماسك وتلاحم الشعب الصحراوي في المخيمات وإصراره على ضرورة تقرير الشعب الصحراوي لمصيره وتمسكه بالحرية، وهذا عكس ما كان يروج له النظام المغربي”. للإشارة، فقد زار الوفد الحقوقي رفقة سفير الصحراء الغربية مقر يومية “الفجر” وتحادث مع مديرة الجريدة، السيدة حدة حزام، التي أكدت التزامها الدائم بدعم الشعب الصحراوي في كفاحه العادل، في سبيل نيل الاستقلال والتخلص من جبروت الاستعمار، وعبرت عن أملها في أن يبزغ في القريب العاجل فجر الحرية على الأراضي الصحراوية.