أدى تفطن سكان عمارة ''حسن الاستقبال ''الواقعة بساحة أودان ببلدية الجزائر الوسطى لتسرب كميات من مادة ''المازوت'' من جدران الشقق الى تفادي حدوث كارثة حقيقية حيث سارعت مصالح البلدية فور إشعارها الى توكيل مؤسسة ''نيو تيك''المختصة للقيام بمهمة إستخراج المازوت المخزن في قبو العمارة والذي يعود الى الفترة الاستعمارية حيث كانت العائلات القاطنة بالعمارة تستخدمه في تدفئة شققها . ونجحت المؤسسة على مدار أكثر من أسبوع في شطف ستة آلاف لتر من المازوت الذي طفا الى السطح بعد أن تشبع بالهواء. وحسب خليفة عبد سلامي المدير التقني بالمؤسسة الذي كان قائما على عملية إستخراج المازوت فإن خطورة هذه المادة القابلة للاشتعال تبقى قائمة ولو بنسبة ضئيلة خصوصا من طرف الاطفال أو الاشخاص المدخنين الذين قد يرمون ببقايا سجائرهم فوقها، الامر الذي يستدعي جمعها. وعن مصدرها قال المتحدث أنها كانت مخزنة في القبو منذ العهد الاستعماري وباختلاطها بالهواء إرتفعت الى الاعلى حيث وجدت منفذا في جدران العمارة التي يعود تاريخ بنائها حسب أحد السكان الى عشرينيات القرن الماضي، هذه العمارة ذات 15 طابقا توجد على حافة الانهيار إذا ما تعرضت الى هزة حتى وإن كانت بسيطة. فالوضعية التي توجد عليها تدعو للقلق وتستوجب من السلطات المعنية سيما البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي العمل على إنقاذها عن طريق إعادة تهيئة الطوابق الارضية والاولى والثانية التي عرفت إنهيارات جزئية خاصة بالسلالم التي لم يعد باستطاعة حتى الاطفال المتمدرسين المرور عليها وإنتظار المصعد الكهربائي الذي قد يتوقف في أية لحظة، إضافة الى صعود المياه الى سطح حيث تعاني عدة عائلات من هذا المشكل الذي يزداد تعقيدا بالاضرار التي طالت أسس العمارة ما جعل هذه الاخيرة مهددة بالانهيار خاصة وأن زلزال ماي 2003 الذي ضرب العاصمة وبومرداس خلف عدة تشققات وتصدعات في الجدران.. كما أصاب قنوات صرف المياه القذرة التي أصبحت مشكلا يؤرق راحة بعض العائلات التي دخلت في صراع مع جيرانها الذين رفضوا تحمل أعباء تصليح هذه القنوات مثلما هو حال عائلة ''بلخير'' التي تعاني من تسرب المياه الى جدران وسقف الغرف مما أصبح يشكل خطرا عليها ولم تجد هذه الاخيرة من حل إلا مطالبة الجهات المعنية بالقيام بأشغال إعادة التهيئة مع تحمل كل الاعباء المترتبة عن ذلك. وخوفا من المصير الذي قد تؤول إليه هذه العمارة التي توجد غير بعيد عن مقر البلدية وفي قلب العاصمة، وجه السكان عدة مراسلات الى مسؤولي البلدية وديوان الترقية والتسيير العقاري لحسين داي ورئيس دائرة سيدي امحمد ومع ذلك مازالت العمارة على حالها التي تنذر بخطر حقيقي.