أعربت جل العائلات القاطنة بالعمارة رقم 1 بحي أحمد شايب ببلدية الجزائر الوسطى الواقعة بقلب ولاية الجزائر العاصمة، عن تخوفها الشديد من انهيار العمارة التي تأويها منذ عدة سنوات، نتيجة المشاكل التي يعانون منها خاصة المقيمين بالطابق الأول، بسبب تسرب المياه القذرة عبر الأسقف، وانتشار الجرذان والحشرات السامة، نظرا للتصدعات والتشققات المنتشرة على مستوى الأسقف والجدران، حيث يعود تاريخ تشييدها إلى العهد الاستعماري. وما زاد من قلق سكان العمارة هو تواصل هشاشتها لعدة عوامل وأسباب، أهمها يعود للزلزال الذي ضرب ولايتي الجزائر العاصمة وبومرداس في 21 ماي سنة ,2003 حيث أضر بالطوابق الخمسة للعمارة وزاد الأمر سوءا، كما أكد سكان البناية المذكورة حسب تصريحاتهم عن تحملهم لنفقات الترميم الذي أجري على مستواها منذ سنوات على حسابهم الخاص، دون أن تعوضهم الجهات الوصية أو تمد لهم يد العون، خاصة المقيمين في القبو والذين يواجهون صعوبة في كسب قوت يومهم، بالرغم من المشاكل الكثيرة التي تعترض سبيلهم كالرطوبة العالية والحشرات السامة التي تزيد قوة في فصل الصيف بهذا القبو المظلم. ... سكان القبو في صراع مع الأمراض في إطار ذي صلة أبدت معظم العائلات القاطنة بالعمارة ل''الحوار''، تخوفها من تفاقم الوضع الصحي، حيث يعاني معظمهم من أمراض مزمنة بدءا بالربو، وأمراض القلب، والحساسية، نتيجة العيش في المناخ السالف ذكره، خاصة بالنسبة لقاطني القبو الذين يفتقرون لوجود نافذة كي يستنشقون منها الهواء، بل إن البعض يشكون من الإصابة بميكروبات، والسبب يعود إلى لسعات الحشرات السامة التي ما تلبث تغادرهم أبدا، حيث أكدت إحدى الساكنات بالقبو أن زوجها وأبناءها مصابون بمرض القلب، وكذا أمراض الحساسية الشديدة، بالإضافة إلى كونها عانت كثيرا جراء لسعة بعوضة سامة. ... مصالح البلدية ترفض معاينة العمارة المهترئة ناهيك عن تخوفهم من تزايد الفئران والجرذان، التي تصول وتجول عبر سلالم البناية والثقوب الموجودة على مستوى جدرانها، وخطر انقضاضها على صغارهم سواء كان خلال ساعات النهار وهم يلعبون، أو أثناء نومهم بالليل فهذه الحيوانات المقززة تتقاسم معهم العمارة الهشة التي يقطنونها، وتعكّر عليهم صفو عيشهم. بالإضافة إلى تسرب المياه القذرة إلى سكناتهم بسبب التصدعات وتلف قنوات الصرف الصحي، هذه الأخيرة التي رفضت مصالح البلدية حسب ما أكده السكان حتى الحضور لمعاينة الوضع بغرض الصيانة والترميم، لكن السلطات أخلت مسؤوليتها وطالبتهم بتولي الأمور بأنفسهم، إلى جانب هشاشة السلالم، بسبب التصدعات والتكسرات التي لحقت بها. وكنتيجة لهذه الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها سكان العمارة رقم 01 بحي أحمد شايب، ونظرا لتفاقم المشاكل يناشد هؤلاء السلطات البلدية للجزائر الوسطى والولائية وكذا المعنية، التدخل العاجل والتكفل بالوضع قبل حدوث كارثة إنسانية جراء انهيار العمارة في أية لحظة على رؤوس قاطنيها الذين يحلمون يوميا بغد جديد.