خصص المركز الثقافي الإسباني ''سيرفنتاس'' بالجزائر العاصمة لشهر جوان وجويلية قسما خاصا لتعليم الأطفال ما بين الحادية عشر وسن ال 14 اللغة الإسبانية، وحسب لويس روجي رودريغاز مدير الدراسات بمعهد سيرفانتس، فإن السبب الذي دفع المعهد لتخصيص دروس لتعليم الإسبانية للأطفال في الجزائر يعود لوجود طلب كبير من طرف الأولياء لتعليم أبنائهم اللغة الإسبانية، وقال لويس روجي رودريغاز أن جميع المعاهد الاسبانية في الدول العربية قد فتحت فروعا لتعليم الإسبانية، وخاصة في دول المغرب العربي كالجزائر و تونس والمغرب، وعن هذه التجربة في الجزائر، صرح مدير الدراسات بمعهد سيرفانتس، للمستقبل: بأن الأقسام الموجودة على مستوى المعهد، والمخصصة لتعليم الأطفال ما بين ال 11 إلى 14 سنة، بالجزائر، تعد تجربة خصة فالتلاميذ في تلك الأقسام، نشيطون جدا، ويتواصلون فيما بينهم ومع أساتذتهم باللغة الإسبانية، وأشار أيضا إلى أن ساعات الدراسة تصل إلى 60 ساعة، ولاحظ لويس روجي رودريغاز أن التلاميذ يفضلون التجاوب بالإسبانية إلقاء وليس كتابة، وأنهم ينجزون فروضهم في المنزل، بل يفضلون العمل بديناميكية وحيوية داخل القسم مع زملائهم ومعلّميهم، مرجحا في السياق نفسه أنّه ربما يكون المشكل الذي يعانون منه في دراستهم بالعربية أو الفرنسية في النظام التربوي الجزائري، وأكد أيضا أن الحديث بالاسبامية بسهولة عكس الكتابة بالاسبانية لدى الطلابة في معهد سيرفانتس يمس أيضا بقية الطلبة في المستويات الأخرى. ولمعالجة هذا المشكل الذي لا يُعتبر خطير، تم إضافة دروس خاصة للطلاب الذين يصلون إلى آخر المستويات في تعلم الإسبانية، ويظل مشكل مطروحا بالنسبة للتلاميذ من 11 إلى 14 سنة. وإصرارا منّا لمعرفة مدى حب التلاميذ لهذه اللغة، تحدثنا مع بعض المتمدرسين حيث أجمع معظمهم أن اختيارهم اللغة الإسبانية في فصل الصيف، جاء تشجيعا من أوليائهم وأيضا لاهتمامهم بهذه اللغة، منال في سن الرابعة عشر ، أخبرتنا أنها تحب الإسبانية لأنها لغة جميلة، وفضلت تعلمها في هذا الشهر، كما أن العديد من أقاربها يتفنون الحديث بهذه اللغة، من جهته ينيس 17 سنة يتعلم الاسبانية تشجيعا من والديه، وقال لنا أن جو القسم، وتعامله مع زملائه ومعلمته حبب إليه اللغة الإسبانية، أما أخته منال فقد رغبت في تعلم الإسبانية لأنها تعجبها، فإحدى قريباتها تعمل بالمركز الثقافي الإسباني. رزيق آمنة 14 سنة اختارت تعلم الإسبانية بعد نصيحة من والديها، وقالت آمنة: ''إنه فصل الصيف يجب تعلم شيء، وربما سأسافر إلى إسبانيا'' أما أمال 11 سنة، التحقت بقسم تعلم الإسبانية للصغار، لأنها تحب الاسبانية، فقد اعتادت مرافقة والدها إلى المركز الثقافي الإسباني حيث يعمل، وتأمل أمال مواصلة دراستها الجامعية والالتحاق بقسم اللغة الإسبانية. أميليا مايا 13 سنة، اعتادت السفر إلى إسبانيا خلال عطلة فصل الصيف، وقررت أن تتعلم الاسبانية لأنها تنوي مواصلة دراستها في إسبانيا. تحدثنا أيضا مع مدرستهم دبيح نسيمة، وأكدت لنا أن التلاميذ مهتمون بتعلم اللغة الإسبانية، ويجدون حرية في التعبير والتعلم، وبخصوص الإشكال المطروح في كونهم يتحدثون الإسبانية أفضل من كتابتها، قالت أنه لا يمكن أن يخصصوا لهم دروسا مكثفة لأنهم صغار، ولأنهم في المركز الثقافي الإسباني يتعلمون الاسبانية بنوع من المتعة وبنظام مختلف عن النظام التربوي في مدارسنا.