- منذ توليتم إدارة المعهد الثقافي الإسباني بالجزائر العاصمة، برمجتم نشاطات ثقافية كشفت عن غنى العلاقات الجزائرية الإسبانية خلال فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر أي في القرن ال ,19 وهي علاقات إنسانية جمعت الإسبان والجزائريين وجعلتهم يعيشون نفس الأوضاع الإنسانية في ظل الإحتلال الفرنسي في حين أن أغلب المديرين السابقين للمعهد الثقافي الإسباني بالجزائر أعطوا صورة نمطية عن إسبانيا وهي أنها بلد أنتج الكاتب ميغيل دي سيرفانتس وعلاقته بالجزائر أنه سجن فيها وكتب خلال فترة سجنه رائعته »دون كيشوت«. ❊❊ فرانسيسكو كورال: فعلا، نظمنا ثلاثة نشاطات في هذا المجال لتبيان عمق العلاقات الإسبانية، الجزائرية، الأولى حول الكاتب والشاعر الإسباني ماكسن أوب، والذي كان سجينا في الجلفة أثناء فترة الإستعمار الفرنسي للجزائر، وثاني هذه النشاطات تقديم كتاب »الإسبان في الجزائر. مذكرات مهاجر« لخوان روكا، أما النشاط الثالث، فتميز باستضافة الكاتب الإسباني ميغال مارتينز، حيث أقمنا معرض صور ضم أهم مراحل حياته، رفقة العديد من الإسبان الذي فروا من جحيم الحرب الأهلية الإسبانية في ,1936 على متن سفن تجارية وكانت وجهتهم الجزائر، فميغال ما رتينز يروي في كتابه مأساة هؤلاء الإسبان. - المميز في معرض ميغال مارتينز حول الإسبان الفارين من جحيم الحرب الأهلية الإسبانية نحو الجزائر، أنهم عاشوا مثل الجزائريين أوضاعا إنسانية على أيدي الفرنسيين. ❊❊ فعلا فقد كانت أوضاعهما متشابهة بؤس وفقر ومعاناة. - يخلو المركز الثقافي الإسباني في الجزائر العاصمة من فضاء للأطفال ما السبب؟ ❊❊ المكان ليس واسعا جدا، فنحن لا نملك كل الوسائل لكن فيما يتعلق بتنظيم أنشطة للأطفال فقد شاركنا خلال معرض الكتاب للناشئة واستضفنا كاتبين إسبانيين يؤلفان للأطفال وهما مارتن غارتو وفير ناندو مارياس. - وبالنسبة لتعليم الإسبانية للأطفال في المعهد؟ ❊❊ هناك فعلا قسم خاص للأطفال، إذ يترددون على المعهد لتعلم الإسبانية، وبخصوص تعليم الإسبانية للجزائريين، فنحن نتعاون مع وزارة التربية الوطنية الجزائرية على تنظيم ورشات عمل موجهة لمعلمي اللغة الإسبانية في طور المتوسط، كما أننا نعمل على تحسين مستوى اللغة الإسبانية للطلبة الجامعيين الجزائريين، الذين يحضرون شهادات تخرج في اللغة الإسبانية وهذا من خلال تنظيم أسابيع للأفلام الإسبانية. - تختلف النشاطات المبرمجة في المراكز الثقافية الإسبانية في دول عربية عن تلك المبرمجة في الجزائر؟ ❊❊ الإختلاف يعود لديناميكية كل بلد، كما أن علاقة إسبانيابالجزائر وطيدة، يجمعنا تاريخ مشترك في أجزاء منه، إنه تاريخ قوي؛ ففي الجزائر يجد كل إسباني قصة هؤلاء الإسبان الذين هاجروا إلى الجزائر للعيش فيها خلال القرن التاسع عشر. - زارت كارمن كفرال مديرة المراكز الثقافية الإسبانية الجزائر العام الماضي، ما هي التغييرات التي أحدثتها في المركز الثقافي الإسباني بالعاصمة؟ ❊❊ لقد أصبح المركز الثقافي الإسباني بوهران مستقلا عن المركز الثقافي الإسباني بالجزائر العاصمة، حيث عينت مديرا للمركز بعد أن كان تابعا للمركز الثقافي بالعاصمة. - العديد من الطلبة الجزائريين متفوقون في اللغة الإسبانية لكنهم يجدون أن سعر الإشتراك في المركز الثقافي الإسباني لتدعيم وتطوير استعمالهم للغة الإسبانية والتخصص فيها مرتفعا، ما الذي يمكن أن تفعلوه في هذا المجال؟ ❊❊ لا أملك معطيات حول هذا الموضوع لأنهم طلبة جزائريون تابعون لوزارة التعليم العالي الجزائري، وبالنسبة للطلبة المتفوقين فإنه يتم تقديم منح لهم للسفر إلى إسبانيا للدراسة وهو أمر تتولاه وكالة التعاون الإسبانية، وبالنسبة لارتفاع سعر تعلم الإسبانية في المركز فإن الطلبة يدفعون أقل مقارنة بالمشاركين العاملين. - عودتم محبي الثقافة الإسبانية على تنظيم ندوات ومعارض فنية، ما هي النشاطات المبرمجة في الأشهر القادمة؟ ❊❊ خلال المعرض الدولي الجزائري للكتاب، سنشارك طبعا ككل مرة، وسنقوم بإعادة طبع رواية: »الناجون من سفينة ليستنبروك« للكاتب الإسباني رفائيل توراس، ويحكي قصة بعض الناجين وهم من الإسبان، من جحيم فرانكو، وتعدّ سفينة ليستنبروك آخر سفينة إسبانية كان على ظهرها معارضون إسبان هربوا إلى الجزائر خوفا من انتقام فرانكو. كما سنقوم بدعوة فرقة إسبانية تضم بين أعضائها مغنية من أصول جزائرية وتدعى »بن باي«.