توقع عالم الفلك الكويتي الدكتور صالح العجيري، ارتفاعا قياسيا في منطقة الخليج العربي، نهاية شهر جويلية الجاري وأوت المقبل. وهي الفترة التي تتزامن مع شهر رمضان المعظم الذي يزداد فيه ارتفاع الإقبال على أداء العمرة بالبقاع المقدسة، مما قد يؤثر على المعتمرين، ومن بينهم الجزائريون الذين يقبلون بكثافة على الاعتمار في رمضان، ويعرف عنهم أن أغلبهم من فئة كبار السن، الذين تسبب الحرارة الشديدة متاعب صحية خطيرة. كما أكد الفيزيائي الجزائري لوط بوناطيرو بدوره مصداقية تنبؤات الفلكي الكويتي، استنادا على معطيات علمية، وعلى الصيت العلمي للعالم الفلكي العجيري. أكد عالم الفلك الكويتي الدكتور صالح العجيري أن منطقة الخليج العربي ستشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، قد تعلو فوق 05 درجة، نهاية شهري جويلية الجاري وأوت المقبل،، ورتب العلم العجيري دول الخليج من حيث شدة التأثر بهذه الموجة الكويت أولاً متوقعاً تسجيلها أعلى معدلات في درجات الحرارة، ثم المملكة العربية السعودية، فالبحرين، ثم قطر والإمارات العربية وأخيراً سلطنة عُمان.. وأرجع العجيري الأسباب العلمية للحرارة العالية التي شهدتها منطقة الخليج العربي في الأسابيع الماضية في سياق حوار مع موقع ''العربية.نت'' أمس، إلى اصطدام المنخفض الآسيوي الموسمي بالهضبة الإيرانية فارتفعت درجة الحرارة من 52 فوق الهضبة لتسقط على شمال الخليج مضاعفة وتصبح 05 درجة تقريباً. وأوضح أنه في بداية كل صيف يولد منخفضان، أحدهما يسمى المنخفض الهندي الموسمي، والآخر الآسيوي الموسمي، يسيران في ذراعين، الأولى تمر من شمال الهند إلى بحر العرب وخليج عمان ويصل إلى اليمن، وقد تصاحبها أمطار، والذراع الثانية (المنخفض الآسيوي الموسمي) وهو الأكثر وضوحاً والأقوى تأثيراً، ويمر على شمال الهند ويوازي بحر قزوين ويمر على صحراء ملحية بشمال إيران، مصطدماً بالهضبة الإيرانية. وأضاف العجيري أن التراجع الطفيف الحادث للمنخفض الهندي الموسمي في بداية الصيف بالأيام الماضية، أدى إلى دخول المنخفض الآسيوي الموسمي، فمر على الربع الخالي، فتأثرت به منطقة شمال الخليج، خاصة الكويت، التي أصابتها من جرائه رياح حارة ودرجة حرارة وصلت إلى أعلى معدل لها بالمنطقة منذ سنوات عديدة، إذ بلغت 45 درجة، وصارت الحرارة تكسو كل شبه الجزيرة العربية، حتى إنها وصلت إلى حدود سوريا والأردن. يُذكر أن عالم الفلك الدكتور صالح العجيري الذي يبلغ من العمر ما يفوق 09 عاماً، حرص منذ صغره على التزود بعلوم الفلك بنهم شديد على يد عدد من المهتمين به، خاصة رئيس مرصد حلوان العتيق المهندس الفلكي الدكتور عبدالحميد سماحة، وفي عام 3791 قام ببناء المركز الفلكي الخاص به بالكويت وزوده بأحدث الأجهزة آنذاك. وحصل العجيري عام 1891 على قلادة مجلس التعاون الخليجي لكونه أحسن من خدم في مجال العلم بالكويت، وأقامت الدولة مرصداً فلكياً سُمي باسمه وهو ''مرصد العجيري'' تكلف مليون دولار، افتتحه أمير البلاد رسمياً عام 6891 تكريماً للعالم الكبير واعترافاً بدوره البارز في سبيل نشر العلم وبناء جيل كبير من العلماء، ويستقبل مرصد العجيري يومياً قرابة 002 طالب وطالبة من طلاب مدارس وزارة التربية، حيث يتلقون محاضرات يومية في علم الفلك، وقد نبغ الكثيرون من رواده من طلاب العلم في الفلك وصاروا من علماء الفلك في الكويت. بوناطيرو: العجيري عالم مرموق وصيف الجزائر سيكون حارا من جانبه أيد عالم الفيزياء الفلكية لوط بوناطيرو تنبؤات العجيري. وقال في اتصال مع ''المستقبل'' إن هذا الأمر ممكن الوقوع، ''نظرا لانتعاش النشاط الشمسي ودخول دورة جديدة مدتها 11 سنة، يرتفع خلالها النشاط الشمسي''. وأضاف بوناطيرو قائلا ''إن فصل الشتاء كان باردا وممطرا، لذا من الأرجح أن يكون الصيف حارا''. كما توقع المتحدث أن تعرف الجزائر بدورها صيفا حارا لذات الأسباب المذكورة، وبالنسبة له ''من الممكن أن تصل درجة الحرارة بشمال الجزائر 04 درجة، خاصة في أيام الصمايم التي تمتد من 42 جويلية إلى 13 أوت''. كما نوّه بوناطيرو بالمكانة العلمية للفلكي الكويتي العجيري، وقال إن هذا الأخير ''له مصداقية، وله تجربة واسعة، وأنا أعرفه بصفة شخصية، وأقدره وأثمن توقعاته، ولا شك أنه ارتكز على ذات المعطيات التي ذكرتها آنفا، ولا ننسى أنه في الكويت بلغت الحرارة 15 درجة قبل نحو ست سنوات''.