200 ساعة من تصوير المهرجان الثقافي الإفريقي الذي احتضنته الجزائر بعد أربعين سنة وتحديدا في صائفة العام 9002 ولمدة 51 يوما تمر أمامك موثقة بالصوت والصورة على مدار الساعة والنصف بالفيلم الوثائقي ''عودة إفريقيا'' إنتاج وزارة الثقافة الجزائرية و إخراج شرقي خروبي و سالم ابراهيمي، وهو الفيلم الذي أنجز وفق أحدث الطرق والوسائل المعروفة في عالم الصورة والصوت (53 ملم دولبي سيستم 3 دي - 53m dolby srd ) وكان الحبل الواصل لأحداث هذا الفيلم الوثائقي شهادات من كانوا في الطبعة الأولى 9691 وعادوا للجزائر بعد ارعين سنة 9002 لتنطلق ''عودة إفريقيا'' بمقطع لويليام كلين مخرج الفيلم الذي خصص للمهرجان الثقافي الإفريقي الأول الذي احتضنته الجزائر سنة 9691 الذي يعكس فترة كانت عدة دول إفريقية تعيش فيها تحت نير الإستعمار و كانت شعوبها تكافح القمع. تطرق الفيلم الوثائقي ''عودة افريقيا'' الذي عرض يوم الأحد بالجزائر بقاعة ابن زيدون بالعاصمة في عرضه العالمي الأول لمختلف مراحل المهرجان الثقافي الإفريقي يستذكر الأوقات القوية التي ميزت المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني منذ حفل الإفتتاح إلى اختتام التظاهرة مرورا بكافة الملتقيات و الحفلات و المهرجانات و غيرها من الأحداث. واعتبر الأشخاص الذين تم استجوابهم أن إفريقيا العميقة وبالرغم من أن عهد الاستعمار قد ولى تبقى بحاجة إلى بناء حيث أنها تعاني من آفات اجتماعية و سياسية و أمنية. وتخلل الفيلم مشاهد عن الجو البهيج الذي ميز الفضاءات العمومية الكبرى بالعاصمة حيث تداولت مختلف الفرق و الفنانين الأفارقة خلال خمسة عشر سهرة من شهر جويلية. وأبرز عدة كتاب ومخرجين سنيمائيين ونقاد فن من مختلف الدول الإفريقية الأهمية التي يكتسيها موعد ثقافي مثل هذا بالنسبة للقارة بأكملها و دوره في تعزيز الحوار بين شعوب القارة التي تتقاسم مستقبلا و مصيرا مشتركا. أما المخرج الإفريقي الأمريكي ''داني قولفر''، أكد أن الإرادة الإبداعية ستتغلب على التقاعس السياسي بمثل هذه الملتقيات إضافة إلى أن الثروة البشرية والطاقة الشبابية الإفريقية بادية للعيان وهي المستقبل الحقيقي لنهضة إفريقية سينمائية مرتقبة. وفي السياق ذاته أكد المخرج الموريتاني العالمي عبد الرحمن سيساكو على ضرورة الاهتمام بالثقافة كشكل من أشكال النهوض بالقارة الإفريقية وأن من أبرز مآسي''ماما أفريكا'' تفشي الجهل ما يصعب على شعوبها إدراك أهمية الحاضر والمستقبل الذي ينتظرهم مثنيا في ذات الوقت على الدور الريادي للجزائر في جمع الأفارقة من حولها وكيف أنها في كل مرة تبرهن على ذلك ولمرتين متتاليتين الأولى سنة 9691 والثانية 9002 باحتضانها للمهرجان الثقافي الافريقي الذي يعتبر الموعد الثقافي الوحيد الذي يجمع كل المثقفين الأفارقة في زمن ومكان محددين ما يسمح لهم باللقاء والنقاش والحوار وهو من أبرز الأشياء التي يفتقر لها الأفارقة. كما أجمع بقية الذين أدلو بشاهداتهم خلال هذا الفيلم الوثائقي(جيهان الطاهري سينمائية من مصر، ماتيا دياوارا مخرج مسرحي من المالي، جو مونغا من الكوغو، امنتا تراوري الوزيرة السابقة من المالي مامادو تراوري مخرج مسرحي من السنيغال وآخرون) أنه لا يمكن إيجاد حل مناسب للفقر و العنف و الأمراض في إفريقيا إلا عن طريق تفكير و نقاش بين الإفريقيين بهدف مناقشة الوسائل التي يجب وضعها إضافة إلى الجهود المشتركة المبذولة في هذا السبيل وهذا ما اكد عليهعلى وجه الخصوص داني غلوفر الممثل الأمريكي الذي تقمص دور رمز الكفاح ضد التمييز العنصري (أبارتايد) نيلسون مانديلا بأحد ابرز الأفلام الأمريكية التي تطرقت لهذه الحقبة التاريخية من إفريقيا. بعد عرض الفيلم على الصحافة الوطنية صبيحة يوم الأحد الماضي نشط المخرجان شرقي خروبي و سالم ابراهيمي رفقة احمد بجاوي ندوة صحفية حول الفيلم الوثائقي ''عودة إفريقيا'' للحديث عن كواليس الانجاز والمشاريع المستقبلية لهذا العمل السينمائي الفريد من نوعه بالمشهد السينمائي الجزائري بالنظر للطاقة الفنية والتقنية التي سخرت له كما أكد على ذلك أحمد بجاوي المنتج المنفذ ومستشار وزيرة الثقافة مكلف بشؤون السينما الذي أعلن أن الفيلم سيتم توزيعه تجاريا بالجزائر وخارجها كما سيدخل العديد من المهرجانات السينمائية العالمية وأبرزها مهرجان ''ليقوس'' وبدوره كشف المنتج والمخرج سالم إبراهيمي- نجل الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي سبق له أن أعدّ وأنتج فيلماً وثائقيا عن المفكر العربي المعروف إدوارد سعيد باعتباره أحد أهم رموز الثقافة العربية- كيف انه كان من الصعب اختصار 002 ساعة من تصوير الحدث في ساعة ونصف وان العملية مرت بثلاث مراحل الأولى كانت كتابة السيناريو ثم التصوير وأخيرا التركيب وكيف أن لكل مرحلة صعوباتها ومزاياها علما انه نفذ العمل من منطلق حميمية وذاتية وان وزارة الثقافة لم تفرض عليه شروطا سياسية أو ثقافية لإنجاز الفيلم وأن السقف الوحيد الذي تم الإصرار عليه هو الحداثة التقنية والفنية والابتعاد عن الوصفية والرتابة في الفيلم وهو ما حدث فعلا من خلال مشاهدة هذا العمل الذي يمتع الآذان قبل الأبصار ويكشف الكثير من الحسرة التي تعيشها افريقيا بعد نصف قرن من استرجاعها لسيادتها الوطنية وتطرّق سالم إبراهيمي، السينمائي الجزائري ومنتج ومخرج الفيلم الخاص بالمهرجان الثقافي الإفريقي، إلى أن الإنتاج السينمائي الإفريقي أمام تشكيل جدي لهيكله، وعلى المهتمين بالإنتاج السينمائي في إفريقيا أن يعو مدى خطورة ''أمركة إفريقيا'' لأن هوليوود لن تنتج أفلاما تخدم مصلحة إفريقيا إلا بمنظور أمريكي مصلحي مؤكدا انه حاول من خلال هذا الفيلم التطرق لثلاث مراحل الساسية الأولى 04 سنة تمر على المهرجان الثقافي الفريقي ثم افريقيا في أعين الأفارقة والمرحلة الثالثة الجزائر وجمالها وإبداعها الثقافي والجغرافي وتألّقها السياسي. أما المخرج شرقي خروبي الذي يعرف القارة الإفريقية كما يعرف نفسه بحكم الأفلام الوثائقية التي ينجزها للتلفزيون البلجيكي فقد أكد بدوره انه كان يريد الابتعاد عن التغطية الإعلامية الروتينية للحدث مشددا على أهمية التوثيق له بطريقة سينمائية مبتكرة تميزه عن الأعمال المنتظرة او العادية. وعن المعيار الذي تم اعتماده لاختيار سالم وشرقي قال احمد بجاوي ان الاختيار جاء من منطلق القدرة الإبداعية لهؤلاء في مجال الأفلام الوثائقية وثقافتهما المفتوحة على الآخر المتاصلة والمتجذرة في الوطن وإفريقيا داعيا إلى ضرورة التفكير الجدي في إنشاء صندوق دعم إفريقي لاستمرارية مثل هذا الحدث القاري مؤكدا على مساهمة الجزائر المادية والمعنوية فيه.