احتضنت قاعة ابن زيدون برياض الفتح، أول أمس، عرضا خاصا للفيلم الطويل ''إفريقيا تعود'' لكل من المخرج سالم براهيمي وشرقي خروبي وإنتاج وزارة الثقافة الجزائرية، المتعلق بالمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر الصائفة الفارطة. على مدار الساعة ونصف من الزمن استحضر الفيلم أهم ما ميز المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر خلال شهر جويلية الماضي من حفل الافتتاح إلى غاية اختتام التظاهرة، مرورا بكافة الملتقيات والحفلات والمهرجانات وغيرها من الأحداث التي ميزت التظاهرة الثقافية بعد اربعين عاما من الغياب، فعكس العمل كل ما تزخر به القارة السمراء من إبداعات في مجالات الفنون والآداب. وجاءت مشاهد الفيلم لتؤكد مرة اخرى الحق في حفاظ القارة الإفريقية على هويتها والدفاع عن مصلحتها، كما كان قبل أربعين عاما حين أقيم المهرجان الثقافي الإفريقي الأول في الجزائر العام 1969 بمشاركة العديد من حركات التحرر التي جاءت لتمثيل بلادها سعيا منها للتخلص من نيران الاحتلال. كما حمل الفيلم صورا متنوعة عن الجو البهيج الذي ميز الفضاءات العمومية الكبرى بالعاصمة والتي تداولت عليها مختلف الفرق والفنانين الأفارقة خلال خمس عشرة سهرة من شهر جويلية الفارط. وأبرز عدة كتاب ومخرجين سنيمائيين ونقاد من مختلف الدول الإفريقية الأهمية التي يكتسيها موعد ثقافي مثل هذه التظاهرة بالنسبة للقارة بأكملها ودوره في تعزيز الحوار بين شعوب إفريقيا التي تتقاسم مستقبلا ومصيرا مشتركا. هذا وأكد أحمد بجاوي مدير دائرة السينما بوزارة الثقافة، عقب عرض الفيلم، أن فيلم ''إفريقيا تعود'' الذي يأتي في ساعة ونصف تم انتقاؤه من مجموع مائتي ساعة من المشاهد الإبداعية والعبقرية في المسرح والموسيقى والرقص والسينما، مضيفا ان العمل ابرز الإرث الثقافي والحضاري لإفريقيا عن طريق تسليط الضوء على أهم الرموز والميزات والمعالم الخاصة بكل دولة، من خلال نشاطات إبداعية وشهادات لمخرجين وممثلين ومبدعين وكتاب وفنانين يجمعون كلهم على أن المناسبة كانت، كما عبرت عنها وزيرة الثقافة خليدة تومي، ''جسرا للتواصل والتقارب بين شعوب حضارات مختلفة لكنها تحمل رسالة لشعوب تطمح إلى نموذج لثقافة في خدمة الشعوب''.