انطلقت أمس أشغال المؤتمر العادي السادس لحزب العمال بزرالدة بالعاصمة. وعلى مدار ثلاثة أيام، سيعكف ال 1000 مندوب الممثلون ل 48 ولاية على دراسة لوائح الحزب. و خلال كلمة الافتتاح صرحت لويزة حنون ان ''عودة السلم تقتضي أن تتوفر المناظرة السياسية بين البرامج والافكار للاحزاب ليتضح توجه كل حزب''. و اضافت في هذا الصدد انه ''على كل حزب ان يوضح لونه السياسي للعلن ليتمكن الشعب من التعرف على مختلف توجهات الاحزاب، وبالتالي اختيار ممثليه في المواعيد الانتخابية وأيضا للانخراط لمن أراد ''. وحسب حنون فإن ''غموض كبير يوجد اليوم في توجهات الاحزاب'' معتبرة ان ''سنوات الارهاب عطلت النشاط السياسي وقلصت من مساحات الحوار'' وأنه ''آن الأوان لتجسيد نقلة نوعية خاصة عبر الاعلام الثقيل''. وتقترح الامينة العامة للحزب ''بعث حوار صريح في اطار الاحترام السياسي'' مضيفة ان ''المواقف من القضايا الاقتصادية لكل تشكيلة سياسية هي الفاصلة في توجهاتها، اضافة الى كل ما يتعلق بالقرارات السيادية التي تتخذها الدولة وموقفها من القضايا الديمقراطية والاجتماعية''. وترى حنون ايضا ان ''استعادة كافة شروط الممارسة السياسية تقتضي الفصل بين الدين كمسألة شخصية والسياسة كعمل مشترك''. وأكدت ان حزبها يرافع من أجل ''بناء دولة بمؤسسات قوية بديمقراطيتها وبشرعيتها وبثقة الشعب فيها من خلال انتخابات شفافة'' مجددة موقف الحزب من الاسراع في اعداد قانون جديد للانتخابات وتعديل قانوني البلدية والولاية. كما اقترحت اجراء انتخابات تشريعية مسبقةو معتبرة البرلمان الحالي ''استمرار للوضعية الانتقالية، وبالتالي يعكس المشاكل والتناقضات التي عرفتها هذه المرحلة، ويجسد اختلاط المال والاعمال بالسياسة''. وفي هذا الصدد، اوضحت أن 720 الف مواطن قد وقعوا على اللائحة التي سيقدمها حزب العمال لرئيس الجمهورية للمطالبة بانتخابات برلمانية مسبقة، مشيرة الى ان التوجه الاقتصادي الجديد يتطلب مؤسسات جديدة. وعلى صعيد، آخر اشارت حنون الى ان الجزائر ''نجت بصفة كبيرة من اسقاطات أزمة النظام الرأسمالي'' وأنها ''تتوفر على امكانيات كبيرة لإقلاع اقتصادي قوي'' مثمنة ما اسمته ''المسار المقاوماتي داخل الدولة الذي يحد من النهب الأجنبي لمواردنا''. وجددت تأييدها في هذا الصدد للمخطط الخماسي لرئيس الجمهورية، داعية الى "تحرير الوطن كليا من التنازلات التي قدمت لأوروبا و الولاياتالمتحدةالامريكية في ظروف أزمة خانقة عرفتها البلاد''. وذكرت في هذا الاطار، ان حزب العمال يؤيد كل القرارات السيادية التي تخدم مصالح الأمة، مشيرة الى ان تحالفه مع التجمع الوطني الديمقراطي خلال انتخابات مجلس الامة الاخيرة كان ''مبنيا على قضايا تدافع على مصالح الأمة''. غير ان حنون سجلت وجود ''تناقض بين طموح التوجه الاقتصادي الجديد والوضع الاجتماعي رغم المجهوات التي بذلت'' محذرة من أن ''هشاشة الوضع الاجتماعي تهدد الاستقرار بدليل الاحتجاجات المتتالية''.