لكل شخص مبدأ في حياته فلا شك أن الحياة تحتاج لمبدأ ثابت نسير عليه لكي لا نتخبط فيها ونتفادى عدم الثبات على شيء والرغبة في الوصول للمثل العليا ولكن في كثير من الأحيان تقف أمامنا مواقف وأحداث نضطر فيها للتخلي عن مبدئنا وربما اتباع عكسه تماما؛ ففي بعض الأحيان نجد أنفسنا نتصرف تصرفا آليا أو طبيعيا وننسى تماما هذا المبدأ وفي بعض الأحيان نجد حاجتنا تجبرنا أن نتخلى عنه وفي أحيان أخرى تقف أمامنا ضرورة متصدية لهذا المبدأ فننصر الضرورة عليه ... فما هو مبدأ الحياة ؟ يقول أحد الحكماء، تعلمت أن العقل كالحقل وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار، سلبية كانت أم إيجابية. وأن محادثة بسيطة أو حوار قصير مع رجل حكيم يساوي شهر دراسة. قالت أنديرا غاندي ''لقد علمني جدي أن هناك نوعين من البشر: النوع الأول هو الذي يقوم بالعمل وينجزه، والنوع الثاني هو الذي يتلقى الثناء والتقدير. وأنه لا يهم أين أنت الآن، ولكن المهم إلى أين تتجه في هذه اللحظة. وخير للإنسان أن يكون كالسلحفاة في الطريق الصحيح من أن يكون غزالاً في الطريق الخطأ. وفي كثير من الأحيان خسارة معركة تعلمنا كيف نربح الحرب. وأن مفتاح الفشل هو محاولة إرضاء كل شخص نعرفه. فمن أكثر الناس أذى لنا هم الأشخاص الذين أعطيناهم كل ثقتنا، لأنهم بمعرفتهم أسرارنا يستخدمونها ضدنا يوم نختلف معهم، و هذه لاشك خيانة. ليس مهما أن نقيس أنفسنا بما أنجزنا حتى الآن، ولكن بما يجب أن نحققه مقارنة بقدراتنا. الحياة تشبه كثيراً مباراة للملاكمة،لا يهم إذا خسرت أربع عشرة جولة كل ما عليك هو أن تسقط منافسك بالضربة القاضية خلال ثوان وبذلك تكون الفائز. النجاح ليس كل شيء إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء. الملل والتذمر والتشاؤم أمراض معدية ومفتاحه يجب على الإنسان أن يتجنب الأشخاص السلبيين والمتذمرين والمملين والمتشائمين والحاسدين، لأن ما يقولونه عنا إذا تجنبناهم يعتبر أقل ضرراً مما يمكن أن يسببوه لنا لو لم نتجنبهم. وحسن إدارة وتوجيه من تقع علينا مسؤولية إدارتهم وتوجيههم، كالموظفين والأولاد، كمن يمسك عصفوراً بين يديه إذا شددنا عليه اختنق، وإذا بسطنا أيدينا طار. والحكمة في الحياة تبدأ بوعي للذات وأن الأهمية لا تكمن فيما نأكله، إنما ما نهضمه هو يجعلنا بصحة جيدة، ليس ما نتعلمه، إنما ما نتذكره ما يجعلنا حكماء، ليس ما نربحه، إنما ما نوفره يجعلنا أغنياء. في الثقافة اليابانية عبارة شائعة وهي ''إذا مضى ثعبان ما في طريق فلابد وأن يلتقي ثعباناً آخر''. أما نحن العرب فنقول: ''الطيور على أشكالها تقع''.. وفي الواقع لا فرق بين العبارتين في المعنى، وإن كانت مختلفة. وهذا يعني أننا يمكن أن نسقط في نفس الهفوات وليس لاختلاف المستويات أثر كبير، بل اختلاف الوعي بالذات المجردة من كل الأشياء الملموسة .