تعكف قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال اجتماع أمانتها الوطنية المرتقب عقده خلال الأيام القليلة الجارية على وضع خطة لإنهاء عملية تجديد هياكلها سيما وأنه يوجد حاليا ما يُعادل ثماني فدراليات وطنية وعشر اتحادات ولائية انتهت عهدتها القانونية، وأورد عضو قيادي بالمركزية النقابية أن هذه الأخيرة تنتظر كذلك تلقيها مسودة مشروع قانون العمل الجديد من قبل وزارة العمل والتشغيل كي تنطلق في عملية دراسته وإبداء ملاحظاتها عليه. وكان الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد حدد شهر جانفي الماضي لإنهاء عملية تجديد الهياكل القاعدية وهو الهدف الذي لم يتحقق لغاية الآن بسبب الصراعات الداخلية التي تشهدها الفدراليات والاتحادات الولائية المعنية، علما أن قيادة المركزية النقابية لجأت في وقت سابق إلى توسيع عدد الفدراليات عبر تقسيم البعض منها من أجل وضع حد لبعض الصراعات خاصة على مستوى بعض الفدراليات النشطة في قطاعات كبرى. وشهدت الأشهر الأولى من السنة الجارية عقد عدة مؤتمرات لاتحادات ولائية، ما خفف الأمر نوعا ما على الأمين العام سيدي السعيد باعتبار أن عدد الاتحادات التي انتهت عهدتها القانونية كان يتجاوز ال51 اتحادا، وهو وضع يعود إلى ما قبل المؤتمر الحادي عشر المنعقد شهر مارس من سنة 8002، وهناك من ذهب آنذاك إلى حد اتهام سيدي السعيد بالسهر على خلق هذه الوضعية كي يتمكن بسهولة من ضمان عهدة أخرى على رأس الاتحاد العام عبر ممارسة الضغط على الولايات التي انتهت عهدتها. وفي السياق نفسه، أكد العضو القيادي الذي تحدث إلينا، أن الأمانة الوطنية ستُحاول خلال اجتماعها المرتقب وضع خُطة لإنهاء كل المؤتمرات المتبقية خلال التسعة أشهر القادمة، أي تحديد شهر جوان المقبل كآخر أجل للتأقلم مع القوانين. موازاة مع ذلك، يُرتقب أن يشهد الاجتماع دراسة ملفات اجتماعية واقتصادية أخرى على رأسها ملف مشروع قانون العمل وهو الملف الذي سيكون محور مناقشات في لقاءات خاصة ستعقدها الأمانة الوطنية مستقبلا، أي بعد تلقيها مسودة المشروع من قبل وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، علما أن وزير العمل كان أكد في تصريحات سابقة أن المسودة ستُرسل قريبا إلى الأطراف الاجتماعية والاقتصادية للاطلاع عليها وإبداء ملاحظاتها قبل اعتمادها بصفة رسمية. وكان عضو قيادي أورد لنا مؤخرا أن المادة ''78 مكرر'' ستكون من بين النقاط التي ستُركز عليها المركزية النقابية في دراستها للمشروع باعتبار أن إلغاءها سيتسبب في استفادة العمال بزيادات أخرى في الأجور، حيث سيُعيد طريقة حساب الأجور إلى ما كانت عليه قبل 7991، أي حساب الحد الأدنى الوطني المضمون للأجر دون حساب المنح والعلاوات.