مما لا شك فيه أن المساحات الخضراء تلعب دورا كبيرا في تقليص نسبة التلوث البيئي بالجزائر عموما وبالعاصمة على وجه الخصوص، ولهذا فإن الجزائر تخصص مترا مربعا واحدا من المساحات الخضراء لكل نسمة رغم أن المعيار الدولي المعمول به في مجال تحديد المساحات الخضراء يقدر ب 10 أمتار مربعة إلى 20 مأمتار مربعة لكل نسمة، حسبما أكده لنا بن فرحات محمد نائب بمؤسسة تنمية وتطوير المساحات الخضراء بوحدة ولاية الجزائر . أشار بن فرحات نائب بمؤسسة تنمية وتطوير المساحات الخضراء بوحدة ولاية الجزائر في حديثه مع ''المستقبل'' إلى أن بلدية الجزائر الوسطى تتكون من حظيرتين وهما حظيرة الحرية وحظيرة بيروت بالإضافة إلى 10 حدائق مثل حديقة خميستي، 05 مساحات خضراء و27 نقطة خضراء بمساحة إجمالية مقدرة ب 109545 هكتار وتحتوي على 1728 شجرة، وتعتبر حظيرة الحرية من أقدم المساحات الخضراء بالعاصمة التي أسست في الحقبة الاستعمارية سنة 1915 من طرف الضابط شارل دوكالون والذي كان آنذاك رئيس بلدية الجزائر الوسطى في الفترة الممتدة ما بين 1910 إلى غاية 1919 وتم تصنيف الحديقة كمعلم طبيعي في الجريدة الرسمية بتاريخ 23 جانفي 1968 لاحتوائها على نباتات استثنائية والتي تقدر بحوالي 86 نوعا نباتيا، مما جعلها أحسن حديقة في الجزائر العاصمة. ويتم إنشاء هذه الفضاءات في الأحياء السكانية أو حسب طلب المواطنين أو من خلال البرامج التي تقرها الولاية لإنشاء مساحات خضراء. ومن بين المعايير المعتمدة في إنشاء المساحات الخضراء هي بعدها عن الشارع الرئيسي أو شارع تكثر فيه الحركة المرورية، وأن يكون متعدد الممرات التي تسمح للراجلين والمعاقين بسلوكها، وهذا بهدف عدم تخريب المحيط، نوعية التربة التي تستعمل، بالإضافة لأنواع النباتات والشجار الملائمة للمحيط ومناخ المنطقة، كما هناك عدة أنواع من المساحات الخضراء والنقاط الخضراء. ------------------------------------------------------------------------ 596 نقطة خضراء معنية بالتهيئة والتزيين بالعاصمة يتمثل دور مؤسسة تنمية وتطوير المساحات الخضراء في التسيير، التهيئة، التنظيف، الغرس، التوعية لمدارس تلاميذ الابتدائي بالإضافة إلى المساهمة في تكوين وتأطير تقنيين سامين في بستنة الحدائق والمساحات الخضراء، وهي تنشط على مستوى 28 بلدية، حيث تزورها أفواج مدرسية جد معتبرة على مدار الأسبوع.حيث كشف نائب مدير مؤسسة تنمية وتطوير المساحات الخضراء أن الولاية هي التي تمول المؤسسة، وبعد الأشغال التي تقوم بها من جراء التخريب أو العوامل الطبيعية يتم إرسال تقرير شهري إلى مصالح الولاية وللتقليص من فاتورة الصيانة فإن للمؤسسة مشاتل تزود المساحات الخضراء بالنباتات التي تحتاجها والقليل منها يجلب من خارج الوطن، مشيرا في السياق ذاته إلى أن عدد النقاط الخضراء المعنية بالتزيين والتهيئة على مستوى ولاية الجزائر يقدر ب 596 نقطة تمثل مواقع متباينة من حيث المساحة، وتتربع الفضاءات الخضراء بالعاصمة على مساحة إجمالية تقدر ب 128 هكتار موزعة على 28 بلدية، ويصل عدد الأشجار إلى 23 ألف شجرة موضوعة للمعالجة اليومية، كما يصل عدد الحدائق العامة عبر مختلف البلديات إلى 75 حديقة عامة ومتنزها عاما ب18 بلدية منها 12 حديقة ببلدية الجزائر الوسطى و8 حدائق بالمحمدية و6 حدائق بكل من حيدرة وبئر مراد رايس و5 بكل من واد قريش وسيدي امحمد والقبة و4 حدائق ببلدية جسر قسنطينة. وأوضح المسؤول بمؤسسة تنمية وتطوير المساحات الخضراء أن عملية تأطير مختلف هذه الحدائق والمتنزهات تستوجب تجنيد عدد كبير من اعوان المديرية الذين يقومون بضمان الحراسة ليلا و نهارا. وطالب المتحدث في الأخير العائلات والغرباء الذين يتنزهون في هذه المساحات الخضراء، احترام حرمة المكان بالإضافة إلى احترام أعوان المراقبة والذين هم في تلك الأماكن من اجل ضمان راحتهم، وأن يساهموا من جهتهم في الحفاظ على نظافة وجمال هذه الفضاءات التي توفر الراحة البدنية والنفسية لمرتاديها وكذا النزهة والفسحة والانسجام مع الطبيعة، بالإضافة إلى فوائد صحية أخرى جمة كإنقاص معدل الإصابة بالجلطة الدماغية والسكة القلبية والتخلص من التوتر والقلق.