تشهد عدة أحياء تابعة لمعظم بلديات ولاية الجزائر غزوا فاحشا للإسمنت المسلح إلى درجة أن المواطن لا يكاد يلمح أية مساحة خضراء باستثناء عدد محدود من البلديات التي خصصت أجزاء ببعض الأماكن قصد إضفاء الطابع الجمالي على بعض الواجهات، وبلديات أخرى تزخز ببعض الغابات الخلابة التي خصصت لها مبالغ معتبرة لإعادة تهيئتها، في حين نجد بعض البلديات التي يكاد يختنق سكانها من التوسع العمراني المذهل دون أن نجد أدنى أثر ولو لشبر يحتوي على مساحة خضراء. ارتأت “الفجر” أن تتطرق إلى موضوع المساحات الخضراء الذي يعد مطلبا هاما بالنسبة للعديد من السكان بجل البلديات في ظل الغزو الكبير للإسمنت المسلح الذي لم يترك أي مجال لإنجاز المساحات الخضراء، وكانت بدايتنا من بلدية دالي إبراهيم، التي أضحت تهتم بهذا الشق، حيث إنه إلى جانب تخصيص مصالحها غلافا ماليا معتبرا في إطار برمجة تهيئة غابة “ديكار“ التي ظلت مهملة لسنوات عديدة قصد تمكين العائلات القاطنة بالجوار من الاستمتاع بمنظر الطبيعة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدلا من قطعها مسافات تشق الأنفس لقضاء وقت ممتع بالمساحات الخضراء المتواجدة ببلديات أخرى، سطرت المصالح ذاتها برنامجا آخر يتعلق بإنجاز المساحات الخضراء. وفي نفس السياق أشار مندوب المجلس الشعبي البلدي لدالي إبراهيم المكلف بمتابعة التجهيزات العمومية، جمال بوغرارة، بالتنسيق مع نائب رئيس المجلس مكلف بالتهيئة العمرانية والعمران، لزغد محمد، في تصريح خاص ل “الفجر” أن بلدية دالي إبراهيم كلفت مؤسسة أوديفال بإنجاز المساحات الخضراء بالحي الدبلوماسي وخصص لإنجاز المساحات الخضراء مبلغ مالي يقدر بأربعة مليون دينار. كما برمجت البلدية ضمن المشاريع الخاصة للعام الجاري والتي أقرها المجلس إنجاز المساحات الخضراء بأحياء كل من الزيانية، الرياح الكبرى، لارماف، عين الله 1، 2، 3، 4، جنان عشابو، وحي 11 ديسمبر. غابة وسط الرويبة ظلت مهملة لسنوات وإعادة تهيئتها يكلف ما بين 10 إلى 15 مليار فضلنا أن نأخذ بلدية الرويبة هي الأخرى كعينة من بين البلديات كونها تحتوي على غابة تقع بوسط المدينة تتربع على مساحة تقدر ب 5 هكتارات ظلت مهملة طيلة عدة سنوات، وعلى الرغم من أن القاطنين بالرويبة طالبوا خلال مناسبات عدة من مسؤوليهم إعادة تهيئتها، غير أن وضعها بقي على حاله، ما جعلنا نعرض انشغال السكان على رئيس بلدية الرويبة الذي أكد أنه تمت برمجة إعادة تهيئة الغابة، حيث سيتم التخلص من الإسمنت المسلح الموجود على مستوى الغابة كمرحلة أولية، وكشف لنا في نفس السياق أن الميزانية التي حددتها مصالحه للقيام بالتهيئة تتراوح ما بين 10 إلى 15 مليار، مضيفا أن مكتب الدراسات اجتمع مؤخرا مع مصالح البلدية للاتفاق المبدئي على المشروع التمهيدي، ومن المقرر أن تنطلق الأشغال به في شهر جويلية المقبل. وأوضح المتحدث أنه سيتم إنجاز ممرات داخل الحديقة وغرس مختلف أنواع الأشجار لكي تكون في مستوى تطلع العائلات التي ستقصدها فور الإنتهاء من الأشغال، كما أشار إلى أن حديقة الزهور الموجودة بالجوار هي أخرى تمت برمجة تهيئتها، على أن يتم غرس أكبر عدد ممكن من الأزهار والورود على مستواها. بلدية عين طاية تهيئ المساحات الخضراء وتبرمج أخرى بعدد من أحيائها أوضح رئيس بلدية عين طاية أن من بين الأحياء التي سيتم تهيئة المساحات الخضراء المتواجدة بها عين طاية مركز، حيث كانت البداية بتهيئة المساحتين المتواجدتين بمحاذاة العيادة متعددة الخدمات، والمساحة الخضراء بحي الكهوف، إضافة إلى تهيئة ثلاث مساحات خضراء متواجدة بالقرب من محطة الوقود، فيما برمجت نفس المصالح تعميم ذلك على بعض الأحياء الأخرى على غرار حي “أش، أل، أم” وإنجاز مساحات خضراء بديار الغرب. على صعيد آخر، نجد بلديات أخرى كباب الوداي وسيدي امحمد لا تتوفر على مساحات خضراء، كما أن بلدية الجزائر الوسطى باستثناء غابة “تيفاريتي” التي تم تدشينها منذ حوالي سنتين، لا تتوفر على مساحات خضراء بأحيائها. وبلدية بن عكنون هي الأخرى تحتوي فقط على حديقة الحيوانات دون أن تتواجد مساحات خضراء بأحيائها. وبالتالي، فإلى جانب غزو الإسمنت المسلح لكل الأماكن بهذه البلديات التي تعد عينة بسيطة عما يعانيه سكان ولاية الجزائر جراء النقص الكبير في المساحات الخضراء من جهة وكذا الضوضاء الكبيرة التي تشهدها هاته البلديات منذ الصباح الباكر وإلى غاية ساعات متأخرة من مساء كل يوم بسبب حركة السير الكثيفة لا يجد المواطن أي متنفس له.