لا تزال أزيد من 200 مساحة خضراء موزعة عبر القطاعات الحضرية الاثني عشر لبلدية وهران، تعاني من الإهمال في ظل تجميد العديد من المشاريع المدرجة ضمن مخطط إعادة الاعتبار لما تبقى منها، بعد أن استولت "مافيا" العقار على معظمها وحولتها الى مبان وممتلكات شخصية. وقد أكد في هذا الإطار رئيس احدى الجمعيات النشطة في مجال البيئة، أن المشاريع المسطرة لم ترق الى المستوى المطلوب، حيث لم تحظ المساحات الخضراء بالعناية الكافية رغم ما لها من أهمية بيئية وجمالية، حيث تحولت معظم هذه المساحات من خضراء الى صفراء وحمراء، جراء الإهمال وغياب العناية المتواصلة، رغم تخصيص أموال معتبرة لهذا الجانب، وهو ما يدفع الى التساؤل حول مصيرها وحول جدوى العشرات من العمال المعنيين بخدمتها، في حين لا وجود للخضرة والنباتات بأغلبها، فضلا عن غياب الثقافة البيئية لدى الكثير من المواطنين الذين لم يتوانوا في تخريب الحدائق وإتلاف نباتاتها واستغلالها من قبل بعض الشباب المنحرفين في ممارسات لا أخلاقية مخلة بالحياء، محولين اياها الى بؤر لنشر الفساد، مما عجل بتنفير العائلات وعزوفها عن الإقبال عليها، يحدث هذا في الوقت الذي تزيد فيه نسبة الملوثات الصناعية وتتعاظم الأخطار الكبرى وتتراجع الثروات الطبيعية بشكل محسوس، بسبب سوء الاستغلال، لتبقى المحافظة على المساحات الخضراء والحدائق العمومية مرتبطة بالعناية والاهتمام اللازمين من قبل المسؤولين والعمل القاعدي القائم على التوعية والتحسيس، اللذين من شأنهما رد الاعتبار إلى الكثير من المساحات الخضراء والحدائق، التي ظلت على مر الأيام عرضة للتخريب والنهب.