عقدت أمس في نادي الإعلام الثقافي بقاعة الأطلس في باب الوادي، ندوة حول واقع وراهن النشر في الجزائر بمشاركة كل من محمد ميلودي، مدير دار الوعي، ورابح محمودي مدير دار قرطبة. وقد صرح محمد ميلودي مدير دار الواعي أن كل دور النشر الجزائرية ستشارك في المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال 15 وأن هناك دار نشر جزائرية واحدة قاطعت المعرض، وقال محمد ميلودي خلال ندوة ''واقع وراهن النشر في الجزائر'' التي نظمت أمس في نادي الاعلام الثقافي بقاعة الأطلس بباب الوادي، إن الاختلاف في تنظيم المعرض الدولي للكتاب تغير في المكان، من قصر المعارض إلى ساحة ملعب 5 جويلية. وأشار محمد ميلودي إلى أن ما عرفه المعرض الدولي للكتاب من سلبيات في طبعته الماضية، تم رفعها إلى محافظ المعرض اسماعيل امزيان، الذي تجاوب للأمر، وقال إنه سيحاول تفاديها، وأضاف قائلا إن مساحة العرض في المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال 15 توسعت لتصل إلى 20 ألف م .2 وذكر محمد ميلودي بسلبيات تنظيم المعرض الدولي للكتاب في الطبعات السابقة بقصر المعارض وقال: ''كان مشكل الجمركة يطرح، فالكتب لم تكن تصل إلى الأجنحة، وكان على الناشر أن يتولى بنفسه إخراج كتبه. وكانت 100 حاوية تدخل سنويا في معرض الكتاب إلى ميناء الجزائر، وهذا كان يخلق انسدادا، كثرة الكتب، وكيف للناشر أن يخرج كتبه، كان عليه أن يدفع رشوة ليتحصل على كتبه، وهذا دون أن ننسى مشكلا آخر وهو تهريب البضاعة (الكتب) ف 80 حاوية تدخل ميناء الجزائر، أين تذهب كل هذه الكتب؟ كان التهريب يحدث في الليل، كانت هناك مافيا؟ واليوم مع تنظيم المعرض الدولي للكتاب في ساحة ملعب 5 جويلية، سهل علينا مهمة حصولنا على الكتب التي نستوردها. هذا وقد تسأل محمد ميلودي قائلا ''هل انتقلنا من جنة قصر المعارض إلى جهنم ساحة ملعب 5 جويلية؟ واغتنم محمد ميلودي، مدير دار الوعي، والأمين السابق لنقابة ناشري الكتب الجزائريين، الفرصة ليوجه نداء إلى الأمين العام لنقابة ناشري الكتب، لعقد الجمعية العامة للنقابة، بعد مرور سنة ونصف على عقد آخر جمعية والذي كان في أفريل ,2009 كما اتهم ناشرين مصريين في محاولتهم تفجير النشر في الجزائر، بإطلاق رئيس النقابة أحمد ماضي التهم لمحافظ المعرض الدولي للكتاب إسماعيل أمزيان. كما تحدث مدير دار الوعي عن وضعية النشر في الجزائر وتطوره بتشجيع الدولة لهذا القطاع من خلال المشروع الخماسي لوزارة الثقافة. وقال ''الدعم الذي حدث منذ خمس سنوات هو طفرة نوعية. فعملية الدعم شجعت الكثير من أصحاب المال للاستثمار في مجال النشر، وارتفع عدد دور النشر من 20 الى 200 دار نشر جزائرية، وحفز أيضا البحث عن الكتاب'' كما تناول مدير دار الوعي مشكل المقروئية في الجزائر. وقال رابح محمودي مدير دار قرطبة إن من أسباب تراجع المقروئية في الجزائر فترة العشرية السوداء التي قلبت الموازين وغيرت أمورا كثيرة. كل الناشرين سيشاركون في صالون الكتاب إلا من أبى أكد محمد مولودي الأمين العام السابق لنقابة الناشرين الجزائريين أن 143 ناشر أكدوا مشاركتهم في الصالون الدولي للكتاب وأن ناشرا واحدا فقط قرر مقاطعة المعرض الدولي للكتاب. وتحولت ندوة نقاش حول النشر في الجزائر والتي نظمت بقاعة الأطلس إلى أشبه ندوة صحفية تمحورت حول قرار معظم الناشرين المشاركة في الصالون الدولي للكتاب رغم مقاطعة رئيس النقابة لهذا المعرض لرفضه تنظيم الصالون في خيمة بساحة ملعب 5 جويلية بدلا من قصر المعارض. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها بشكل رسمي عن عدد الناشرين الذين اصطفوا ضد قرار رئيس النقابة الذي يبدو أن معارضيه تمكنوا من وضعه في حجر الزاوية، ولن يطول الوقت حسب بعض المصادر لدعوة ثلثي أعضاء نقابة الناشرين للجمعية العامة للانعقاد والإطاحة بأحمد ماضي من رئاسة النقابة حصل العام الماضي مع غريمه إسماعيل أمزيان المحافظ الحالي للصالون الدولي للكتاب. وتؤكد مصادر من داخل النقابة أن معارضي أحمد ماضي تمكنوا فعلا من جمع توقيعات ثلثي أعضاء النقابة التي تتيح لهم دعوة الجمعية العامة للانعقاد بعد أن أجل رئيس النقابة استدعاءها لسنة كاملة ونصف خلالفا للقانون الداخلي لنقابة الناشرين الذي يلزم رئيس النقابة بدعوة الجمعية العامة للانعقاد كل عام كما يمكن لثلثي أعضاء النقابة استدعاء الجمعية العامة للانعقاد حتى ولو عارض الرئيس ذلك. وتشير ذات المصادر إلى أنه من بين نحو 200 ناشر يوجد 107 ناشر أعضاء في النقابة إلا أن نحو 50 ناشرا فقط ملتزمون بدفع اشتراكاتهم سنويا أما الباقي فإما أنهم استقالوا من النقابة أو غيروا المهنة أو لم يعودوا يكترثون بالنقابة أصلا. ويحتاج معارضو أحمد ماضي إلى 34 صوتا على الأقل لدعوة الجمعية العامة لنقابة ناشري الكتب للانعقاد تمهيدا لسحب الثقة من رئيس النقابة فيما يرى آخرون أنهم يحتاجون 72 صوتا إذا اعتبرنا أن عدد اعضاء النقابة هم 107 وليس 50 . وفي كلتا الحالتين يبدو أن المعارضين تجاوزوا هذا الإشكال بعد أن جمعوا 143 توقيع مما يعني أن أيام ماضي على رأس النقابة باتت معدودة إن لم يتمكن من إيجاد صيغ للتفاهم مع بقية الناشرين، خاصة وأن مكتب النقابة الذي كان يضم 9 أعضاء أصبح يضم 5 أعضاء فقط بعد استقالة أربعة منهم.