دعت المعارضة الموريتانية إلى ضرورة التنسيق مع الجزائر بخصوص مكافحة الإرهاب باعتبار هذه الأخيرة، أي الجزائر، لديها الخبرة الكافية في محاربة الجماعات المسلحة ناهيك عن كونها قوة إقليمية، كما وجهت انتقادات إلى ما أسمته السياسة الأمنية التي يتعامل بها حاليا النظام الموريتاني تحت قيادة الجنرال، محمد ولد عبد العزيز. وحمّلت المعارصة الموريتانية على لسان، صالح ولد محمدو ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير، الرئيس، محمد ولد عبد العزيز، مسؤولية الإخفاقات الداخلية خاصة على الصعيد الأمني، واعتبرت أن النظام الموريتاني بتوجهاته الحالية يخدم بالأساس مصالح عدد من القوى الأجنبية على حساب مصالح بلدان منطقة الساحل وكذا المغرب العربي، كما هاجمت في الوقت نفسه، ما أسمته ''التهوين'' الحاصل في التعامل مع التهديدات التي يُشكّلها ما يُسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' كما انتقد المتحدث ذاته، في تصريح أورده لوكالة الأنباء المحلية، السلطات الرسمية على عدم القيام باستشارة وطنية واسعة قبل خوض العمليات العسكرية ضد ما يُسمى بتنظيم القاعدة، مُضيفا في تعليق على ذلك ''تنظيم القاعدة يُشكّل تهديدا جدّيا ويطرح تحديات مختلفة، ولذلك يتعين النظر إليها من مُختلف جوانبها ومستوياتها، ويحتاج أي قرار بشأنه إلى دراسة عميقة وتشاور واسع، وذلك ما لم يتأخر عليه الوقت لكونه موضوعا في غاية التعقيد''. وواصل يقول ''الجيش الوطني الموريتاني هو من حيث جاهزيته أصبح على مستوى جيد، وذا جاهزية عالية ويمتلك ما يكفي من الشجاعة والإقدام والخبرة أيضا ولكن الأمر لا يتعلق بمستوى جاهزية الجيش الوطني وإنما يتعلق بطبيعة الميدان الذي تُخاض فيه المواجهة وطبيعة الطرف المُواجه''. وشدد ولد حننا على أن المُواجهة العسكرية ليست وحدها كافية لمُواجهة تهديد ما يُسمى بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بل لا بد من اتخاذ إجراءات مصاحبة منها توحيد الجبهة الداخلية والعمل على تجفيف منابع الفكر المتطرف من خلال رعاية الشباب وترشيدهم والحوار معهم، وأضاف إلى ذلك ما أسماه ''تداخل أطراف عديدة ومصالح مختلفة وأجندات متنوعة وسيكون من الصعب لطرف واحد، مهما كانت جاهزيته، أن يحسم المعركة بشكل كامل، دون تنسيق وتعاون مع دول الجوار'' في إشارة واضحة إلى الجزائر''. من جهته، اعتبر، الحسن ولد محمد، وهو قيادي في حزب ''تواصل'' المُعارض، أن الإرهاب ''ظاهرة دولية وإقليمية وليست ظاهرة تختص بها موريتانيا فحسب''، ولذلك، يقول ''لا يُمكن أن تنفرد بلادنا بسياسة أمنية لمُحاربة هذه الظاهرة وإنما نحن بحاجة إلى تنسيق وإجماع داخلي وإقليمي''، وذكر بالمناسبة أولوية التعاون مع الجزائر التي تمتلك خبرة في هذا الشأن.