شهدت تجارة الألبسة المستعملة في الجزائر انتعاشا كبيرا في الاونة الأخيرة ويظهر ذلك جليا في انتشار محلات بيع الشيفون أو الألبسة المستعملة وباثمان رخيصة ليبقى البحث عن الماركات وبسعر زهيد أحد أهم الحوافز بالنسبة للعديد من المواطنين بالخصوص النساء اللائي يرتدن على مثل هذه المحلات بشكل يومي. محلات الشيفون، كما يفضل العديد من الجزائريين تمسيتها، أصبحت جزءا من عادات الكثير من المواطنين الذي فضلوا منذ سنوات خلت اقتناء حاجياتهم من محلات بيع الشيفون والأحذية من مختلف الانواع خاصة بالرجال والنساء، الأمر الذي جعل من هذه المحلات تنتشر بشكل سريع في مختلف أنحاء العاصمة. تجارة للربح ومواطنون يبحثون عن'' الماركة'' بأثمان رخيصة المستقبل تجولت في بعض هذه المحلات على مستوى بلدية الأبيار والجزائر الوسطى قصد معاينتها أو ربما مشاركة الزبائن في اقتناء بعض الملابس حيث سألنا صاحب محل بيع الشيفون ببلدية الابيار عن سبب ممارسة هذه التجارة فقال أنه في السنوات الأخيرة عاش مرحلة تراجع لتجارته الامر الذي أدى به الى فتح محل لبيع الشيفون ومن جهة أخرى أصبح العديد من المواطنين يفضلون اقتناء مثل هده الألبسة هروبا من النسيج الصيني وباثمان رخيصة. ويضيف مالك المحل م أنه في بداية الأمر تأثر كثيرا وواجه صعوبات لأن المواطن الجزائري يرى أن مثل هذه الألبسة قد تجلب له الأمراض بسبب خطورة المادة الأولية المستعملة بالاضافة الى تلفها بسرعة بسبب نوعيتها ولكونها قد أستعملت قبلا، لكن مؤخرا عرفت مثل هذه المحلات اقبالا معتبرا، لأن المواطن الجزائري البسيط لم يعد بمقدوره اقتناء الألبسة الجديدة باهظة الثمن، فلم يجد إلا التوجه الى محلات بيع الشيفون بحثا عن الماركة وبأثمان منخفضة. ويضيف المتحدث نفسه أن قضية السعر والنوعية هي من الأولويات، فهم يستوردون أغلب سلعهم من ايطاليا ومن دول أوروبية قصد بيعها للمواطن بسعر يكون في متناول أصحاب الدخل المحدود. وما جلب انتباهنا أثناء جولتنا في محل بيع الشيفون ببلدية الأبيار أن المحل يحتوي على أجنحة مختلفة منها الخاصة بالأحذية وأخرى لألبسة النساء والرجال وحتى الأطفال الصغار والفتيات، و ماجلب انتباهنا أكثر أن مثل هذه المحلات تستقبل مختلف فئات المجتمع حتى ميسوري الحال. فالجميع يبحث عن النوعية والماركة التي قد لا تتوفر في بعض الأحيان في أرقى المحلات. رحلة الفضول التي قادت ''المستقبل'' الى محلات بيع الشيفون هي معرفة خبايا هذه التجارة وسر نجاحها في السوق الجزائرية وكذلك سر نجاحها و رواج مثل هذه السلعة. كما كشف بائع للشيفون أنه كثيرا ما يواجهون مشاكل مع باعة الأرصفة الذين أثروا سلبا على تجارتهم بسبب الأثمان التي يطبقونها كونهم يشتغلون بطريقة غير قانونية ولا يدفعون الضرائب ما يضطرهم الى تخفيض سعر كل قطعة من الألبسة قصد جلب الزبائن. أسعار تخدم المواطن البسيط ولكن.. تترواح سعر القطعة الواحدة من هذه الملابس ما بين 001 دج الى 005 دج حسب نوعيتها، وهذا كل بداية أسبوع لتنخفض الى 001دج فقط كل نهاية أسبوع لأن أغلب السلع تستورد مع بداية الأسبوع. وقد صرح لنا أحد بائعي الشيفون ان تجارته أصبحت مزدهرة جدا لأنه يعتمد على معايير تجارية بحتة وان سر نجاحه يكمن في السلع الجيدة التي يتحصل عليها ويبيعها للمواطنين بأثمان في متناولهم، مؤكدا أن معظم هذه الالبسة تأتي من ولاية تبسة على الحدود مع تونس، الأمر الذي وفر لهم زبائن أوفياء يسألون عن تاريخ وصول دفعات جديدة خاصة الفتيات ما جعل الألبسة الجيدة تنفد في اليوم الاول الذي تعرض فيه داخل الجناح. وقد سألنا احدى الزبونات في محل لبيع الشيفون عن سر اقتنائها لمثل هذه الأبسة فكشفت أنها تفضلها عن شراء ألبسة جديدة باهظة الثمن. ويظهر أن النساء الأكثر إقبالا على هذا النوع من الألبسة، لكن الكثير يرى أنها تشكل خطرا على مستعمليها بسبب الأمراض الجلدية التي تسببها في كثير من الاحيان حسب ما صرح به أحد مشتري الشيفون، إنما الظروف الاجتماعية تحتم على البعض اقتناء هذا النوع من الألبسة خاصة ذوي الدخل المحدود. ..و ل'' الشيفون'' فوائد!.. صرح لنا أحد مالكي محلات بيع الشيفون أن الهدف من بيع الملابس المستعملة هو مساعدة أصحاب الدخل الضعيف لأن المعيشة غالية باعتبار ان الكثيرين تعودوا على شراء مثل هذه الأبسة بعد غسلها و تغليتها مع ماء جافيل . ومن جهة أخرى اعتبر كثير من الشباب أن تجارة الملابس المستعملة هي تجارة رابحة بالدرجة الاولى و ليس فيها أي مرض، وفي الوقت ذاته تساعد المواطنين البسطاء الذي لا يكفيهم في كثير من الاحيان دخلهم الشهري، فهناك ألاف من الجزائريين يعيشون على الشيفون الذي اعتبرته الكثير من الفتيات موضة وماركة في نفس الوقت. وما لاحظناه أيضا أن مثل هذه التجارة غزت السوق الجزائرية بشكل كبير لأن المواطن الجزائري دائما يبحث على الموضة ولكن بأثمان رخيصة ومن جهة أخرى خلقت تكدسا بالنسبة لمحلات بيع الملابس الجديدة. فهل تتحرر السوق الجزائرية من هذه التجارة في يوم من الأيام.