صدر عن مؤسسة طاكسيج .كوم للدراسات والنشر والتوزيع كتاب قيم يحمل عنوان '' مبادئ في سيميولوجيا الإشهار '' من إنجاز الأستاذة فائزة يخلف من قسم علوم الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3 ، الكتاب على الرغم من خصوصيته العلمية الأكاديمية الموجهة أساسا لطلبة وأساتذة أقسام علوم الإعلام والاتصال ، إلا أنه يحمل صبغة مهنية موجهة لأصحاب الوكالات الإعلانية والإشهارية التي باتت تشتغل في الحقل الإعلامي بعد الانفتاح النسبي الذي شهده القطاع في السنوات الأخيرة بسبب كثرة المؤسسات الاقتصادية الخاصة الجزائرية والأجنبية التي تشتغل في السوق الجزائرية وارتفاع مداخيل المؤسسات الإعلامية المكتوبة والمسموعة والسمعية البصرية من الإعلانات التجارية الإشهارية الى مستويات قياسية تحولت معها الى مؤسسات اقتصادية كبرى. الكتاب عالج من خلال خمسة فصول ظاهرة خصوصية العمل الإشهاري والتطور التاريخي لميكانيزمات العملية الإشهارية والأبعاد الأساسية للإشهار ،فضلا عن خصائص الإشهار التلفزيوني والصيغ الفنية والدلالية للإشهار التلفزيوني ، وتؤكد الأستاذة الباحثة أن التطور الاقتصادي العالمي وحرية الفكر والمبادرة عوامل أفرزت منافسة شديدة في السوق الدولي بين الشركاء الاقتصاديين والمنتجون والمؤسسات الاقتصادية الكبرى من أجل تحقيق الربح والسيطرة على السوق ، كما أن الإشهار تحول الى السبيل الوحيد والأمثل للتعريف بالاختلاف الجديد الذي يحصل في كل سوق بل وفي كل محل تجاري وأنه بدون إشهار لا يمكن للسلعة أن تبلغ مستهلكيها بشكل سريع . ومن المؤكد أن وضعية السوق تؤثر تأثيرا مباشرا على صياغة الهدف الإشهاري فهو في حالة التوسع الأولي إعلاميا يصبو الى كسب أكبر عدد ممكن من الجمهور عن طريق التعريف بالسلعة وبمزاياها ،وللإجابة على تساؤلات كيفية ترويج السلعة وترسيخها في ذهنية المشتري تستعرض الكاتبة النظريات السائدة في حقل الإعلام والاتصال وبعض النظريات الاقتصادية وهي نظريات قريبة من نظريات تأثير وسائل الإعلام على الجمهور المتلقي في إطار العملية الاتصالية التي تحدث عنها لاسويل بين المرسل والمتلقي والرسالة والوسيلة ورجع الصدى، وطبعا تختلف التحاليل بخصوص عملية التأثير و مستوياته وتنتهي الى الاتفاق على وجود تأثير خصوصا في ظل قيم اجتماعية وثقافية التي تعكس خصوصيات كل منظومة اجتماعية تؤكد على ذاتية كل كيان ثقافي . على الرغم من أن تأثير وسائل الإعلام قوي على المستهلكين إلا أن تأثير التلفزيون يظهر أشد وأكثر من تأثير الصحافة المكتوبة والصحافة السمعية نظرا لطابع الصورة والصوت والألوان وقد تطور الإشهار التلفزيوني من الناحية التاريخية الى أن تحول الى صناعة اقتصادية كبرى في العالم أرقامها بملايير الدولارات ، لأن التلفزيون حسب الكاتبة وسيلة تكمل مميزات الوسائل الإعلانية الأخرى مجتمعة بشكل يسمح للمعلن باستخدام كل أنواع المؤثرات البيعية التي تم التوصل اليها مثل الاقناع الشفوي الذي يقدمه الراديو ، تأثير الرؤية الذي تحققه الجرائد والمجلات ، ثم التجسيد الذي يحققه عرض السلعة في شكلها وصورتها وعلى الرغم من أن تكلفة الإشهار التلفزيوني أكثر بكثير من تكلفة الإشهار عن طريق الصحف أو الإذاعات الا أن عائدات الإشهار من حيث ارتفاع المبيعات كبيرة جدا بسبب الاستهلاك الكبير للجمهور لمحتويات التلفزيون . وحسب الدراسة فإن عمليات الاشهار لن تنجح اذا لم تستخدم الأساليب العلمية في عملية بناء الومضات الإشهارية وفقا للبناء المعرفي الذي يعتمد على مبادئ السيميولوجيا أو علم الدلالات سواء من حيث النص أو الصورة أو الألوان أو الموسيقى أو الشخصيات لأن الدراسات الحديثة التي اختصت في مجال التسويق والاتصال الإشهاري تقر أن الإشهار لم يعد مجرد وسيلة للإعلان عن السلع والخدمات وإنما أضحى مادة بحث ومجالا معرفيا يتغذى من مختلف العلوم الاجتماعية والانسانية لأنه في النهاية يهدف للتأثير على المستهلك وإقناعه بشراء السلعة أو بتبني الفكرة.