اختتمت، نهاية الأسبوع، أشغال اليوم الدراسي حول أساليب البحث المكتبي والمعلوماتية الذي نظمه قسم علم الاجتماع والديموغرافيا بجامعة عمار ثليجي بالأغواط بحضور 10 مختصين في علم المكتبات وأساتذة وباحثين في المجال المكتبي وبعض محافظي المكتبات الكبرى من الجزائر وبجاية والبليدة وبومرداس، إلى جانب مسيري دور النشر وعميدي المكتبات بالأغواط السيد بوعامر وعبد القادر مشتح اللذين يعود تاريخ فتح مكتبتيهما إلى سنة 1874. كما غيّب الموت الدكتور سويدي الذي كان أحد رموز الإشراف المكتبي في عهد الاستعمار وعضوا بارزا في جمعية علماء المسلمين، حيث اشتمل برنامج اليوم الدراسي على ثلاثة محاور من أهمها البحث العلمي في مجال المكتبات الذي من شأنه تحديد المعالم البارزة لمنهجية البحث المستقبلي مع عرض تفصيلي للعولمة الببليوغرافية وفق مواصفاتها الدولية، باعتبار أن المكتبة تتأثر بالمحيط والمجتمع وتؤثر فيهما، حيث تناول كل من مسعود بن محمد دادون وقعدة العيد وقندوسي السعدية ومحمد بلخضر وأمزيان نعيمة مداخلاتهم حول التحصيل ألمعلوماتي لدى الطالب بإبراز المفارقة بين الاستفادة من الإنترنيت والكتاب، وتسليط الضوء على المشاهد الجديدة للمكتبة الجامعية في ظل المعلوماتية، ليخلص اللقاء بدراسة تناولت البحث الآلي والمعلوماتية لاسيما ما تعلق منها بالأنترنيت والبحث الببليوغرافي وطرق تسخير وسائلهما في إثراء بنوك المعلومات من خلال إنشاء شبكة جهوية للمكتبات. وأشار رئيس الملتقى، الأستاذ دلاسي محمد، إلى أن هذا الموضوع كان في السنوات الماضية منحصرا على تنظيم معارض للكتاب الجامعي يشتمل على بيع ونشر الكتب، حيث ارتأى قسم علم الاجتماع هذه المرة أن ينظم يوما دراسيا يتزامن مع المعرض المفتوح بالمكتبة المركزية الذي يساهم فيه 26 عارضا يمثلون 10 مؤسسات للنشر والتوزيع. الفكرة تعود لأهمية الكتاب والاعتناء به وأبعاد المقروئية والتشجيع عليها، ولعل من أهم جوانبها كيفية إبراز البحث الببليوغرافي خاصة بالنسبة لطلبة العلوم الاجتماعية والإنسانية، لأن الطالب -حسبه- في حاجة ماسة إلى الاعتماد على البحث المكتبي من خلال الكتب، الهدف منه حسب ذات المتحدث هو السبيل إلى الاستفادة من المكتبة من جانبيها النظري والتطبيقي. وفي ذلك تم تسطير مجموعة من الأهداف من أبرزها معرفة المكتبة وتطوراتها بالمكتبة الجامعية في عصر العولمة التي تعتمد أساسا على الاتصال والمعلوماتية الحديثة التي تضمن للقارئ والباحث والطالب معا الاستفادة من المعلومات الغزيرة وتفتح أمامهم آفاقا لا متناهية بمكتبة تتطلع على محيطها الخارجي، لأن كل من يقرأ كتابا له الحق في التطلع والتصفح واكتشاف مجالات العلم والمعرفة، عند ربط القارئ بصفة عامة والباحث الجامعي خاصة بالطرق والوسائل التي تعتمد عليها المكتبة في العصر الحديث، حيث تشتمل المكتبة جامعة الأغواط على مكتبة مركزية تتسع ل 500 مقعد للمطالعة والبحث، وتتوفر حسب محافظتها السيدة نويوة على137 حاسوب، 49572 نسخة كتاب تمثل 18913 عنوان منها 10724 عنوان باللغة العربية، فضلا عن تلك التي هي بالمكتبات الملحقة في كلية العلوم الاقتصادية والتسيير وكذا مكتبة العلوم الإنسانية والاجتماعية، بينما لخص الدكتور رضا أوكرين من جامعة الجزائر تلك المشاكل المتعلقة بالتعثر المكتبي لانعدام التنسيق بين الهيئات العلمية والمكتبية في ظل غياب الجانب المالي الذي من شأنه ضمان توزيع سليم للوثائق ونشرها عبر الكليات، وكذا مشكل الرسكلة والتألية الشاملة للمكتبات وتأخر إنشاء المكتبات الافتراضية، بينما أكدت الأستاذة زيزاح سعيدة على ضرورة تحفيز الطالب والأستاذ من أجل إثراء المكتبة والتردد عليها للبحث والاطلاع مع تفعيل البحث الببليوغرافي الذي مازال بعيدا عن فهم الطالب في كثير من الأحيان، باعتباره نوعا متطورا للبحث .ولعل أهم تلك التوصيات هو القيام بإنشاء شبكة وطنية تخص التعليم العالي ليس كتلك التي تعثّرت في سنوات مضت لتثير جدلا كبيرا حول فشلها رغم توفر الإرادة السياسية المتمتعة بالقوة من حيث الدعم المالي، لغياب سياسة وطنية في مجال الإعلام العلمي.