ونحن نتتبع الأخبار الخاصة بالمخطط الخماسي للتنمية والموارد المالية التي رصدت له، نتوقع أننا سندخل مرحلة من الرخاء، ولكن المال والتخطيط وحتى الاستشراف لا تكفي وحدها لتحقيق حلم بل أحلام الملايين من الشباب إن لم يعول على ركيزة مهمة وهي الطاقة البشرية للمجتمع ليس عددا وإنما نوعا، ولكن الملاحظ هو ركود الشباب وتهميش أنفسهم بأنفسهم لفقدانهم الثقة في قدراتهم. إن الثقة تكتسب وتتطور ولم تولد مع إنسان حين ولد، فهؤلاء الأشخاص الذين نعرف أنهم مشحونون بالثقة ويسيطرون على قلقهم، ولا يجدون صعوبات في التعامل والتأقلم في أي زمان أو مكان هم أناس اكتسبوا ثقتهم بأنفسهم، اكتسبوا كل ذرة فيها، كلمة نقص أو انعدام الثقة في النفس، غالبا ما نرددها أو نسمع الأشخاص المحيطين بنا يرددون أنهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس...؟ إن عدم الثقة بالنفس سلسلة مرتبطة ببعضها البعض، تبدأ بانعدام الثقة ثم الاعتقاد بأن الآخرين يرون ضعفك وسلبياتك.. وهو ما يؤدي إلى القلق بفعل هذا الإحساس والتفاعل معه.. بأن يصدر عنك سلوك وتصرف سيء أو ضعيف، وفي العادة لا يمت إلى شخصيتك وأسلوبك ومن هنا يولد الإحساس بالخجل من نفسك، ويقودك مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وهي انعدام الثقة بالنفس وهكذا تدمر حياتك بفعل هذا الإحساس السلبي اتجاه نفسك وقدراتك. لكن متى قررت التوقف عن جلد نفسك بتلك الأفكار السلبية، والتي تعتبر بمثابة موت بطيء لطاقاتك ودوافعك، إذا اتخذت ذلك القرار بالتوقف عن إيلام نفسك و تدميرها. ويمكن أن يكون مصدر الإحساس، حادثة تعرضت لها وأنت صغير كالإحراج أو الاستهزاء بقدراتك ومقارنتك بالآخرين؟ هل السبب أنك فشلت في أداء شيء ما كالدراسة مثلا؟ أو أن أحد المدرسين أو رؤساءك في العمل قد وجه لك انتقادا بشكل جارح أمام زملائك؟ هل للأقارب أو الأصدقاء دور في زيادة إحساسك بالألم؟ وهل ما زال هذا التأثير قائما حتى الآن؟؟... أسئلة كثيرة حاول أن تسأل نفسك وتتوصل إلى الحل... ولا تحاول تحميل الآخرين أخطاءك، وذلك لكي تصل إلى الجذور الحقيقية للمشكلة لتستطيع حلها، حاول ترتيب أفكارك... اجلس في مكان هادئ وتحاور مع نفسك، ما الذي يجعلني أسيطر على مخاوفي وأستعيد ثقتي بنفسي؟ إذا كان الأقارب أو الأصدقاء مثلا طرفا أو عاملا رئيسيا في فقدانك لثقتك، حاول أن توقف إحساسك بالاضطهاد ليس لأنه توقف بل لأنه لا يفيدك في الوقت الحاضر بل يسهم في هدم ثقتك ويوقف قدرتك للمبادرة بالتخلص من عدم الثقة. وأقنع نفسك وردد.. من حقي أن أحصل على ثقة عالية بنفسي وبقدراتي. ومن حقي أن أتخلص من هذا الجانب السلبي في حياتي. عندما نضع أهدافا وننفذها تزيد ثقتنا بنفسنا مهما كانت هذه الأهداف.. سواء على المستوى الشخصي أو على صعيد العمل ومهما كانت صغيره تلك الأهداف قبل تحمل المسؤولية، فهي تجعلك تشعر بأهميتك، تقدم ولا تخف، اقهر الخوف في كل مرة يظهر فيها، افعل ما تخشاه يختفي الخوف، كن إنسانا نشيطا، اشغل نفسك بأشياء مختلفة، استخدم العمل لمعالجة خوفك، تكتسب ثقة أكبر. حدث نفسك حديثا إيجابيا.. في صباح كل يوم وابدأ يومك بتفاؤل وابتسامة جميلة.. واسأل نفسك ما الذي يمكنني عمله اليوم لأكون أكثر قيمة؟ تكلم! فالكلام فيتامين بناء الثقة.. ولكن تمرن على الكلام أولا. حاول المشاركة بالمناقشات واهتم بتثقيف نفسك من خلال القراءة في كل المجالات.. كلما شاركت في النقاش تضيف إلى ثقتك، كلما تحدثت أكثر يسهل عليك التحدث في المرة التالية، ولكن لا تنسى مراعاة أساليب الحوار الهادئ والمثمر. اشغل نفسك بمساعدة الآخرين تذكر أن كل شخص آخر هو إنسان مثلك تماما يمتلك نفس قدراتك ربما أقل ولكن هو يحسن عرض نفسه وهو يثق في قدراته أكثر منك. واهتم بمظهرك ولا تهمله، ويظل المظهر هو أول ما يقع عليه نظر الآخرين.. هكذا تصبح مالكا لسلاح حاد لا يصدأ.