دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في اجتماع لأعضاء حلف شمال الأطلسي، ناتو، في بروكسل إلى العمل على "مواجهة الأعمال الإرهابية" . وحث جميع أعضاء "ناتو" على دفع حصتهم من التكاليف الدفاعية كاملة، قائلا "هناك مبالغ طائلة من المال" يجب دفعها. ووافق الحلف على طلب ترامب بالانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وحذر ترامب أيضا من الخطر الذي تمثله الهجرة التي لا سيطرة عليها، والتهديد الذي تمثله روسيا. والتقى ترامب ببعض قادة الدول الأوروبية لأول مرة، ومن هؤلاء الرئيس الفرنسي الجديد، إيمانويل ماكرون. وبدا اللقاء بين رئيس الولاياتالمتحدة المحافظ، والرئيس الفرنسي الوسطي الاتجاه متوترا، عندما اجتمعا في السفارة الأمريكية في بروكسل. وشد كل منهما على يد الآخر، وكل منهما يميل قليلا نحو الآخر. ثم بدأ الرئيس الأمريكي في سحب نفسه، لكن ماكرون - بحسب ما تقوله مراسلة بي بي سي، تارا ماكلفي - ظل ممسكا به ورفض أن يدعه يذهب. وقال أمين عام حلف "ناتو"، ينس شتولتينبيرغ إن دول الحلف ستساهم أكثر بتبادل المعلومات، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود جوا. وأضاف أن هذا سيرسل "رسالة سياسية قوية بشأن التزام ناتو بقتال الإرهاب"، ولكنه أضاف أن هذا لا يعني أن ناتو سيشارك في العمليات القتالية. وتريد الولاياتالمتحدة أن يشارك الحلف في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، غير أن هناك مخاوف من أن يؤدي هذا - كما يقول جوناثان ماركوس محلل الشؤون العسكرية في بي بي سي - إلى التزام الحلف بالتعامل مع التبعات عقب انتهاء الصراع في العراق وليبيا، كما حدث في أفغانستان. وكان الرئيس الأمريكي قد التقى برئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك. وقال ترامب إنهما اتفقا على "أمور كثيرة" لكنهما اختلفا بشأن روسيا. وأضاف "لست متأكدا تماما أنه يمكننا القول أن هناك موقفا مشتركا بيننا، ورأيا مشتركا بشأن روسيا، لكننا - بالرغم من ذلك - نتفق في الرأي على الصراع في أوكرانيا". وقد تعرض ترامب بسبب إعجابه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتورط إدارته في الادعاءات بأن لها صلات وثيقة بالمصالح الروسية. وأكد توسك على أن "القيم الغربية الأساسية، مثل الحرية، وحقوق الإنسان، واحترام الكرامة الإنسانية" هي أساس العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وكان ترامب قد التقى - عقب وصوله إلى بروكسل الأربعاء -ملك بلجيكا وملكتها، بينما كان آلاف المتظاهرين يحتجون على زيارته في وسط المدينة. وحظي في وقت سابق بجلسة خاصة مع بابا الفاتيكان. وانتقد ترامب في وقت سابق بلدان حلف ناتو الأخرى بسبب نقص نفقاتها الدفاعية عن نسبة ال2 في المئة من الناتج القومي التي اتفق عليها. وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، للصحفيين قبل اجتماعات، إن ترامب "يريد حقيقة أن يقنع أعضاء ناتو بزيادة حصتهم، والوفاء بالتزاماتهم". وأضاف "يمكن أن تتوقعوا أن يكون الرئيس قاسيا عليهم، ويقول إن الشعب الأمريكي يفعل الكثير من أجل أمنكم، والأمن المشترك. وعليكم أن تتوخوا تقديم حصتكم من أجل أمنكم أنتم". وهذا سيكون لب الرسالة لحلف ناتو". تيلرسون أيضا إن ترامب لم يقرر بعد إن كانت الولاياتالمتحدة ستظل ضمن اتفاق باريس للمناخ.