القتل ، الأسر ، التعذيب هي من طبيعة الاحتلال الصهيونى ، ومن طبائعه ، ولا يستقيم الحديث عن العدل والعدالة مع وجود الاحتلال الفاشى ، وكل مطلب دون الاستقلال الكامل لفلسطين . هو ذر للرماد في العيون . ويظن الإسرائيليون أنهم سيجعلون فلسطين وطنا لهم بالقوة ، وأن عنجهيتهم قادرة على إذلال الفلسطيني ليقبل بجودهم على أرضه ، لكن سجونهم تتحول الى مدارس يتعلم فيها الفلسطيني معاني الكرامة وكيفية الحصول عليها وصيانتها ، كما يتسامى إنسانيا ليحمل على عاتقه ، مع غيره من أحرار العالم ، هم البشرية في مقارعة الظلم ، ومواجهة الطغاة انه الفلسطيني الذي لاتمنعه جدران السجون عن التفكير بوطنه والعمل على انتزاع حقه من سجانيه . كان مروان البرغوثي ، الأسير في السجون الإسرائيلية ، حاضرا في المؤتمر الاخير لحركة فتح وانتخبه رفاقه بين من انتخبوا لقيادة الحركة . تلك رسالة المناضلين الى المحتلين : سجونكم لاتمنعنا عن مقاومتكم . الأسرى الذين صاغوا مبادرة للوفاق بين الفصائل الوطنية الفلسطينية لم تمنعهم جدران الزنازين من أن يكونوا جزءا من حيوية الشعب الفلسطيني وصورة من صور إبداعاته . وتمنع الدولة الإسرائيلية حاليا نحو 6500 فلسطيني عن ممارسة حريتهم في الحياة ، بينهم أكثر من 300 طفلا . لكن إسرائيل احتجزت على مدار وجودها منذ 1948 نحو 800 ألف فلسطيني ، والأرقام المذكورة ، مع ممارسات سلطات القمع الإسرائيلية ، وكل سلطات إسرائيل قمعية ، تشكل مادة لدعاة حقوق الإنسان لاستثارة عطف المجتمعات الدولية . الأطفال الفلسطينيون كان منهم " أطفال الآر. ب .ج "الذين واجهوا الغزو الإسرائيلي للبنان في العام 1982، وكان منهم " أطفال الانتفاضة " الذين فرضوا على السلطات الإسرائيلية مفاوضة القيادة الفلسطينية التي نتج عنها اعتراف إسرائيل بالشعب الفلسطيني من من الفلسطينيين تحت الاحتلال يمارس حريته الإنسانية ؟ الغول الإسرائيلي المدرع يصول على مساحة فلسطين دون رادع ، ولا رادع له الا بتحجيمه الذي يعني : وجوب تحرير فلسطين ، الذي يعني فيما يعني فك أسر الأسرى ، وذلك من مهام القيادة الفلسطينية ، ومن مسؤولياتها ، ومن واجبها وحقها كقيادة . لا حاجة للفلسطينيين للعطف والشفقة ، فهم أصحاب حق يطالبون به ، ويعملون بكل السبل لجعل هذا الحق واقعا يعيشونه كغيرهم من كل شعوب العالم ليساهموا مع البشرية في جعل إنسانية الإنسان موضوع الحياة .