حققت تجربة رائدة في تطوير الزراعة الأحيومائية (تقنية تجمع بين الزراعة وتربية المائيات) على مستوى المحطة التجريبية لتربية المائيات الصحراوية بورقلة "نتائج مشجعة"، حسبما أفاد إطارات بهذه المحطة.تعتبر الزراعة الأحيومائية، التي يطلق عليها أيضا مصطلح "تكامل الزراعة المائية"، نظام يجمع بين زراعة النباتات في المياه وتربية الأسماك دون استخدام التربة، كما أوضح مدير المحطة.وأكد السيد حميدات محمد في ذات السياق أن هذه التقنية من شأنها أن تساهم بشكل كبير في مواجهة مشكلة ندرة المياه وسوء نوعية التربة، في المناطق الجافة وشبه الجافة على وجه الخصوص.ومنذ ما يقارب السنتين من الشروع في تجربة الزراعة الأحيومائية القائمة على إقتصاد المياه واستخدام مخلفات الأسماك كغذاء عضوي في زراعة الخضروات فقد تحققت نتائج ''إيجابية" في زراعة بعض الأنواع الخضروات على غرار الخس، حسبما ذكر المتحدث ذاته.وأشار السيد حميدات، إلى تنظيم دورة تكوينية حول تقنية الزراعة الأحيومائية لفائدة المرأة الريفية من أجل المساهمة في الجهود المبذولة لتعميم هذه التقنية سيما في الوسط الريفي.ووفقا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو"، نشر على موقعها على شبكة الإنترنت، فإن الزراعة الأحيومائية تعتبر أحد الحلول بالنسبة لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمواجهة مشكلة ندرة المياه وضعف جودة التربة.وأشار المصدر ذاته إلى الشروع فعليا في استخدام هذه التقنية ببعض دول المنطقة، مثل الجزائر ومصر وسلطنة عمان.وتتمثل المزايا الرئيسية لهذه التقنية في أنها وسيلة ناجعة لإنتاج الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل الأسماك والخضروات، سواء في المناطق الفقيرة أوالتي يوجد فيها طلب قوي على منتجات غذائية ذات جودة عالية، حسب المصدر ذاته. الزراعة الأحيومائية لمواجهة ندرة المياه ونقص جودة التربة وضمن هذا النظام الزراعي التكاملي، تتدفق المياه من حوض السمك إلى مرشح بيولوجي حيث تقوم البكتيريا بتفكيك مخلفات الأسماك وتحويله إلى محلول عضوي مفيد للنباتات، حيث تسمد نفايات الأسماك المياه المستخدمة لسقي النباتات، كما تنظف النباتات المياه للأسماك، مثلما جرى توضيحه.وخلال هذه العملية تمتص النباتات المواد العضوية من المياه التي يتم تنظيفها قبل إعادة تدويرها لإعادتها إلى أحواض الأسماك، إذ تؤدي البكتيريا دورا بارزا في تحويلالأمونيا، التي تعد مكونا رئيسيا من نفايات الأسماك إلى نترات، مما يمنع المياه من أن تصبح سامة للأسماك، ويعرف تحويل مادة الأمونيا إلى نترات باسم عملية النترجة، كما ورد في التقرير.تجدر الإشارة أن للمحطة التجريبية لتربية المائيات الصحراوية الواقعة ببلدية حاسي بن عبد الله(20 كلم شرق ورقلة) التابعة للمركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات ببوسماعيل (تيبازة) عدة مهام تندرج في إطار تشجيع تربية المائيات في جنوب الوطن، حسب شروحات القائمين عليها.وتتمثل تلك المهام سيما في إجراء البحوث والتجارب ذات الصلة بالإستزراع المائي، وتصنيع أغذية أسماك المياه العذبة، مثل السبيرولينا والآزولا وعدس المياه، والإشراف على عمليات تكاثر الأسماك وتزويد المزارعين المحليين بالأصبعيات الضرورية بغية استزراعها في أحواض السقي ضمن برنامج إدماج تربية المائيات في الفلاحة.كما أنها تقدم الدعم الفني للمزارعين والمستثمرين وحاملي المشاريع المقبلين على هذا المجال، إلى جانب توفير التأطير البيداغوحي للطلبة، كما أشير إليه.