سيصدر قريبا كتاب بعنوان "ربائب الدولة" عرض أول أمس بقسنطينة من طرف مؤلفه محمد الشريف زرقين وذلك خلال لقاء احتضنته دار الثقافة بالمدينة. وأكد مؤلف هذا الكتاب أنه فضل أن يختم هذا العمل بالدعوة إلى "تبني طفل مهمل منذ ولادته وتفادي بذلك معاناة انتظاره 3 أشهر بدار الطفولة المسعفة". وتميز هذا اللقاء الذي يتطرق للسيرة الذاتية لمؤلف هذا الكتاب وهو أحد ربائب الدولة بنقاش ثري حول هذه الفئة الاجتماعية مع انتقاد "العار" و"الطابو" اللذين يلصقان بوضعية ربيب الدولة حيث قدم المتدخلون حججا تبرز أن ضعف القانون الذي يخص الطفل يتيم الدولة يعد "ظلما" و "لا يرتكز على أي حجة مقنعة". واعتبر المؤلف أن هذا الكتاب "الذي جاء بناء على طلب من وزارة التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج بمثابة هدية جميلة في حياته" مضيفا أنه يعد بمثابة "مساعدة لهذه الفئة بهدف إيقاظ الضمائر بشأن الأهمية التي تشكلها البسمة والدفء بالنسبة للطفل يتيم الدولة" مذكرا في هذا السياق بالعطف والحنان والرعاية التي تلقاها هو بنفسه من طرف أبويه اللذين تبنيانه وكذا من خلال فرصة تمكنه من الالتقاء بجذوره وبأبويه البيولوجيين. ومن جهته عرج عبد الله بوخلخال رئيس جامعة "الأمير عبد القادر" للعلوم الإسلامية على الجانب الديني لهذه المسألة مذكرا بعديد الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وبعض الأمثلة التاريخية التي تفيد بأن الله كرم الإنسان بدون تمييز بشأن أصله أو عرقه أو مركزه الاجتماعي. ومن وجهة نظرة الإسلام ذكر نفس المتدخل بأن "الإنسان مسؤول عن أفعاله فقط ولا يمكن معاقبته عن الحرام الذي ارتكبه والديه أو عن أي فعل آخر لم يقترفه هو شخصيا بحيث أن المسؤولية في الإسلام تعد فردية". وأبرز في هذا السياق كذلك بأن الإسلام "يحتم على المجموعة وعلى الدولة التكفل بالأطفال المهملين إلى غاية بلوغهم سن الرشد مهما كانت أسباب هذا الإهمال". ودعا المتدخلون الذين أشادوا بشجاعة زرقين الذي تجرأ على مهاجمة هذا الطابو الثقيل أن يحذو أشخاص آخرون من نفس الفئة حذوه ويسهمون بذلك في مكافحة "المعاقبة المسلطة على الأطفال الذين يولدون مجهولي الآباء" وذلك من خلال إنشاء جمعية تناضل من أجل كرامة هذه الفئة الاجتماعية التي يجب أن تتمتع بنفس الاحترام الذي يقابل به الأطفال الآخرون. وأعلن محمد الشريف زرقين في هذا السياق بأن "آليات يجري إعدادها حاليا على مستوى وزارة التضامن الوطني بمساعدة منظمة اليونيسيف لوضع حد أو على الأقل التخفيف بأقصى حد ممكن من المشاكل التي تعانيها الطفولة المسعفة".