اعتبر الأديب والصحفي الطاهر يحياوي، في لقاء نشطه حول عمله الأخير الموجه للأطفال والذي يحمل عنوان "رجال صنعوا الأحداث فخلدهم التاريخ"، أن الكتابة للطفل في الجزائر مازالت عشوائية وتفتقر لأية أسس علمية ولا تراعي الانعكاسات السلبية التي قد تسببها للطفل• أوضح الطاهر يحياوي في اللقاء الذي احتضنته ميدياتيك بشير منتوري، نهاية الأسبوع الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، أن هذا العمل الذي يضم 13 سيرة لشخصيات تاريخية وثقافية جزائرية، مثل الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، العلامة عبد الحميد بن باديس، الأمير عبد القادر، الشاعر محمد العيد آل خليفة، الأديب أحمد رضا حوحو، والمقاومة فاطمة نسومر، يهدف إلى ربط الطفل الجزائري بجذوره الوطنية في ظل وجود كتابات عشوائية للطفل تعتمد على محاولات شخصية لفهم الطفل وتفتقر إلى أي أسس علمية، على حد تعبيره• وفي إجابته عن سؤال بخصوص وجود رقابة لمتابعة مضمون الكتب، خاصة الموجهة للطفل، قال المتحدث إن هذه العملية كانت مطبقة في العهد الاشتراكي حيث كانت هناك لجنة خاصة تقوم بمراقبة الكتب التي يتم نشرها، أما حاليا، يضيف، فإننا نعيش عصر الانفتاح وحرية الكتابة والنشر ما يصعب دور الرقابة في متابعة كل ما يعرض في المكتبات خاصة مع وجود كم هائل من الكتب التي تفتقر في غالبيتها إلى المضمون الهادف، ولا تراعي الانعكاسات السلبية التي يمكن أن تحدثها عند الطفل• وأكد في هذا السياق على ضرورة وجود دراسات من طرف مختصين في مختلف المجالات تلزم المؤلفين باحترام المعايير النفسية والاجتماعية للطفل للوصول إلى منتوج فكري هادف• وفي حديثه عن انخفاض المقروئية لدى الأطفال، أكد يحياوي أن الأسرة تتحمل المسؤولية، ويأتي بعد ذلك دور المدرسة في التشجيع على المطالعة بإجراء مسابقات فكرية، خاصة مع وجود وسائل ترفيه كثيرة كالتلفزيون والانترنت وألعاب الفيديو التي تساهم في عزوف الأطفال عن المطالعة• جدير بالذكر أن الطاهر يحياوي الذي يرأس دار نشر "الأوطان للثقافة والإبداع"، هو مؤسس "رابطة الإبداع" سنة 1990 التي قامت بإصدار ستين كتابا وتكريم عدة شخصيات ثقافية وفكرية، وقد صدرت له عدة مؤلفات منها "البعد الفني والفكري دراسة نقدية تطبيقية"، "أحاديث في الأدب والنقد" وهي مجموعة حوارات، "حمامتان تحرسان الوطن"، "هالة وعروس البحر" وهي قصص للأطفال، ولديه عشر قصص من التراث ينتظر أن تصدر قريبا•