دعت باكستان جارتها الهند للتعاون في التحقيق بملابسات هجمات مومباي، بالتزامن مع إعلان الهند إطلاق سراح قارب صيد استخدم في تنفيذ تلك الهجمات وسط تأكيدات واشنطن بأنها لعبت دورا كبيرا في استئناف التعاون الاستخباراتي بين الجارتين النوويتين.فقد شدد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي على أن التعاون الهندي أمر حيوي لاستكمال التحقيق في هجمات مومباي التي وقعت نهاية العام المنصرم وأسفرت عن مقتل وجرح المئات.واستبعد قريشي في تصريحات للصحفيين في مطار ملتان إحراز المزيد من التقدم في التحقيقات ذات الصلة في ظل غياب التعاون الهندي لافتا إلى أن إسلام آباد أبلغت نيودلهي عبر القنوات الدبلوماسية بوجود رابط قوى بين هجمات مومباي ومأساة قطار سامجوتا عام 2007.وقال قريشي إنه طلب من الهند توفير المعلومات المرتبطة بالمواطنين الهنود الذين قدموا مساعدات في تنفيذ هجمات مومباي حتى يمكن المضي قدما في التحقيق بطريقة فاعلة.يشار إلى أن باكستان اعترفت في تقرير رسمي سلمته إلى الهند بتورط مواطنيها بالتخطيط لهجمات مومباي وأعلنت نيتها الطلب من السلطات الهندية المختصة تسليمها مواطنا باكستانيا هو الناجي الوحيد من بين المجموعة التي نفذت العملية. من جانبه أعلن مفوض شرطة مومباي راكيش ماريا الإفراج عن قارب الصيد الذي استخدمه المسلحون في تنفيذ هجمات مومباي بعد انتهاء التحقيقات وجمع الأدلة الضرورية فيما يتعلق بالقارب الذي تعود ملكيته لمواطن هندي من ولاية غوجارات.ووفقا لتقرير الشرطة الهندية قام عشرة مسلحين باكستانيين انطلقوا من ميناء كراتشيالباكستاني واستولوا على القارب الهندي بعد قتل القبطان داخل المياه الهندية ثم تابعوا طريقهم نحو مدينة مومباي مستفيدين من ارتفاع المد. وأكد المدعي العام في مدينة مومباي أن القضاء طلب من مالك القارب عدم بيعه أو التصرف فيه وذلك بغية استخدامه دليلا ضد الناجي الوحيد من منفذي هجمات مومباي في نوفمبر الماضي.في هذه الأثناء كشفت مصادر إعلامية أميركية أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) لعبت دورا في استئناف علاقات التعاون والتنسيق الاستخباراتي بين الهند وباكستان التي تضررت كثيرا عقب هجمات مومباي.ونسبت هذه المصادر إلى مسؤولين حكوميين قولهم إن مخابرات البلدين عاودت تبادل المعلومات فيما بينهما بما فيها التنصت واعتراض المكالمات الهاتفية بالإضافة إلى مجموعة من الأدلة المادية بشأن كيفية تخطيط وتنفيذ هجمات مومباي.