خففت السلطات الهندية أمس من لهجتها إزاء جارتها باكستان مستبعدة الدخول في مواجهة عسكرية معها ولكنها أصرت في المقابل على تسليمها بعض المطلوبين الباكستانيين الذين يشتبه في تورطهم في هجمات الأربعاء الماضي. ولكن السلطات الباكستانية التي تصر من جهتها على براءتها من كل التهم الموجهة لها طالبت نيودلهي بإعطائها أدلة قاطعة بوجود متورطين باكستانيين في عمليات مومباي الأخيرة. وذهبت إسلام أباد ضمن بادرة حسن نية إلى التقدم بمقترح لإنشاء آليه مشتركة مع جارتها للتحقيق في تلك التفجيرات الدامية. وتقاطعت تصريحات التهدئة من هذا الطرف وذاك عشية الزيارة التي تعتزم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس القيام بها اليوم إلى العاصمة الهندية للقاء المسؤولين الهنود وتقديم دعم إدارتها لهم في محاربة الإرهاب والتصدي لها بكل الوسائل. وكان مسؤولون هنود وجهوا أصابع الاتهام إلى الجارة باكستان بايواء وتدريب منفذي العمليات الأخيرة وهو ما نفته اسلام اباد. وطالبت الهند بصفة رسمية أمس من نظيرتها الباكستانية عبر سفيرها في اسلام اباد تسليمها حوالي عشرين من المشتبه فيهم وعلى رأسهم زعيم حركة العسكر الطيبة حافظ السيد الذي اتهمته نيودلهي بالوقوف وراء هجمات الأربعاء الأخيرة وإشراف جماعته على تدريب العناصر منفذيها. وتكون السلطات الهندية من خلال هذا الطلب قد خففت من حدة اتهامها تجاه نظيرتها وحتى التهديد بالدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معها. وقال وزير الخارجية الهندي بارناب موخرجي أن بلاده لا تعتزم القيام بأي عمل عسكري ضد باكستان. وذكرت مصادر رسمية هندية دون أن تذكر اسمها بعد اجتماع لمجلس الأمن الهندي وهو أعلى هيئة أمنية في البلاد أن نيودلهي ستضبط ردها بإحكام على عمليات الأربعاء الماضي. وضمن نفس سياق التهدئة من الجانبين قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أن بلاده اقترحت على الهند إنشاء آلية للتحقيق المشتركة في مثل هذه العمليات. وكان الوزير الأول الباكستاني يوسف رضا جيلاني طالب الهند بأدلة على الاتهامات التي توجهها لبلاده. وقال أن الجانب الهندي اكتفى فقط بتقديم أسماء تنظيمات مسلحة وهذا لا يكفي لتوجيه التهم لأي شخص بعينه أما إذا أمدونا بأدلة قطعية فنحن على أتم الاستعداد للتعاون معهم بالشكل المطلوب". وبقدر ما أججت العمليات العداء بين العاصمتين إلا أنها كانت لها نتائج عكسية على الأجهزة الأمنية الهندية التي لم تتفطن لتحضير عمليات إرهابية بذلك الحجم. والأكثر من ذلك فإن تقارير أمنية أكدت أن أجهزة المخابرات الأمريكية أخطرت نظيرتها الهندية منذ شهر أكتوبر بوجود تحضيرات لهجمات واسعة النطاق انطلاقا من البحر ضد أهداف في مدينة مومباي .