السؤال الأول: امرأة توفي عنها زوجها وليس له منها أولاد، ولا يوجد في بلدة الزوج أقارب لها، فهل يجوز لها أن تنتقل من بلد زوجها إلى بلد وليّها لتقضي مدة الحداد عنده أم لا؟الجواب: يجوز لهذه الزوجة أن تنتقل إلى بيت وليها أو إلى أي جهة أخرى تأمن فيها على نفسها حتى تقضي بقية مدة حدادها على زوجها، وذلك إذا خافت على نفسها أو انتهاك حرمتها، ولم يوجد عندها من يحافظ عليها، أما إذا كانت في بيت زوجها وهي آمنة على نفسها من الاعتداء وإنما تريد أن تكون قريبة من أهلها أو مع من يؤنسها فلا يجوز لها الانتقال والخروج من بيت الزوجية، بل عليها أن تمكث في مكانها حتى تقضي مدة حدادها، ثم تسافر مع محرمها إلى حيث ترى.السؤال الثاني: أنا أم ولي أطفال، وربما وتوضأت للصلاة، وبينما أنا متوضئة أغسل نجاسة أطفالي، فهل ينقض الوضوء أم لا؟الجواب: نواقض الوضوء معروفة، فليس من نواقض الوضوء أن يزيل المرء نجاسة بيده أو يغسلها بيده، فلا ينتقض الوضوء بغسل النجاسة من على بدن المتوضئ أو غيره من أولاده أو آبائه، إلا إذا كُنت لمست فرج الطفل فإنه ينتقض الوضوء بذلك كما لو لمس الإنسان فرج نفسه. السؤال الثالث: يروى في السيرة النبوية أن النبي عليه الصلاة والسلام سُحر، فهل سُحر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهل نفذ فيه السحر؟الجواب: الرسول صلى الله عليه وسلم من البشر معرض أن يصيبه ما يصيب البشر من الأوجاع والأمراض وتعدي الخلق عليه وظلمهم إياه كسائر البشر، إلى أمثال ذلك مما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها، فغير بعيد أن يصاب النبي بمرض أو اعتداء أحد عليه بسحر ونحوه يؤثر عليه في أمر من أمور الدنيا؛ كما كان يخيل إليه بسبب السحر الذي سحر به أنه وطئ زوجاته وهو لم يطأهن، أو أنه يقوى على وطئهن حتى إذا جاء إحداهن فتر ولم يقو على ذلك، لكن الإصابة بيد أحد من أعدائه أو مرضه أو إصابته بالسحر لا يتجاوز ذلك إلى ما يخص التشريع وتلقي الوحي عن الله تعالى ولا إلى البلاغ عن ربه إلى العالمين، لقيام الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم في تلقي الوحي وبلاغه وسائر ما يتعلق بشؤون الدين.والسحر نوع من الأمراض التي أصيب بها النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال: (يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته، فيه أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب. قال من طبه؟ قال لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطه وجف طلع نخلة ذكر. قال: أين هو؟ قال: في بئر ذروان) فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه فجاء فقال: (يا عائشة؛ كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين) قلت: يا رسول الله؛ أفلا استخرجته؟ قال: (قد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت) رواه البخاري ومسلم. ومن أنكر وقوع السحر للنبي فقد خالف الأدلة وإجماع الصحابة وسلف الأمة متشبها بشبه وأوهام لا أساس لها من الصحة فلا يعول عليها، وقد بسط القول في ذلك العلامة ابن القيم في كتابه زاد المعاد وابن حجر في فتح الباري فليُرجع إليهما.