سيتم ابتداء من سنة 2010 تزويد اشطر الخط الجانبي الشمالي للسكك الحديدية بنظام "أر تي أم أس" للإشارات السككية ذي التكنولوجيا العالية حسبما أكده مسؤول الإشارات بالوكالة الوطنية للدراسات و متابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية السيد احمد كلو. و أوضح هذا المسؤول خلال يوم تقني خصص لتحديث الشبكات الجهوية الذي نظمته الوكالة الوطنية للدراسات و متابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية أن ثلاثة اشطر من الخط الجانبي الشمالي للسكة الحديدية و يتعلق الأمر بعنابة-رمضان جمال و برج بوعريريج-القرزي و خميس مليانة-بوقادير على مسافة 360 كلم ستزود بنظام إشارات أر تي أم أس من قبل المجمع الفرنسي طاليس الذي تحصل على المشروع. و أشار السيد كلو إلى أن السوق الإجمالية لإشارات الخط الجانبي الشمالي للسكة الحديدية يبلغ 300 مليون أورو منها 20 بالمائة مخصصة لنظام أر تي أم أس. وسيسمح نظام أر تي أم أس المستخدم حاليا في غالبية بلدان أوروبا بتسيير حركة السكك الحديدية مع ضمان اتصال القطارات بمراكز المراقبة و استغلال شبكة السكك الحديدية. من جانبه صرح المدير العام المساعد لمجمع طاليس قيوم غيران على هامش هذا الملتقى "إنها ثورة حقيقية في مجال السكك الحديدية في الجزائر التي قامت بالاختيار الجيد بان تستثمر خلال السنوات ال25 المقبلة في تحديث السكك الحديدية". و أوضح خبراء من الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن استعمال نظام أر تي أم أس في الشبكة الوطنية يعد "قطيعة" مع نظام الإشارات الحالي الذي يعتمد على الاتصال بالراديو بين الميكانيكيين و المحطات. كما أشاروا إلى انه إذا كان "القطار يعد وسيلة نقل آمنة مقارنة بالطرق فانه سيكون كذلك بدرجة اكبر مع هذا النظام الجديد حتى مع القطارات التي تتعدى سرعتها 250 كلم في الساعة كما أن خطر وقوع الحوادث منعدم تقريبا". في ذات الإطار أكد إطارات المؤسسة أن النظام الجديد يسمح بفضل الألياف البصرية بتقليص كلي لعمليات سرقة الكوابل و الأعمال التخريبية التي تتعرض لها بشكل يومي الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية. أما خبراء آخرون حضروا اللقاء فاعتبروا أن استعمال تكنولوجيا أثبتت نجاعتها مثل نظام أر تي أم أس تسمح "بزيادة النجاعة الكلية للشبكة و تعزيز تجانس خريطة التجديد التي شرعت في تطبيقها السلطات العمومية منذ سنوات". و يعرف اليوم قطاع السكك الحديدية الذي رصد له غلاف مالي قدر ب56 مليار دولار في إطار مخطط الإنعاش الاقتصادي انطلاقة حقيقية كما أن تجسيد شبكة حديثة التي ترمي إليه الحكومة سيكون من بين نتائجه تقليص مدة المسافة التي تقطعها القطارات و ربط مدن و قرى الجزائر في وقت قياسي مع نسبة سلامة عالية. كما تسمح أيضا بفك العزلة عن عديد مناطق البلاد من خلال ربطها بشبكة السكك الحديدية الوطنية الموجودة.