تتواصل معاناة سكان حي علي عمران القاطنين بالشاليهات المتواجدة على مستوى بلدية برج البحري بسبب إهمالهم وتناسيهم من طرف السلطات المحلية التي وضعتهم في تلك الشاليهات لمدة 18 شهر على أساس ترحيلهم إلى سكنات لائقة ، لتتحول معاناتهم إلى مدة تفوق الخمس سنوات ، إذ تجدر الإشارة إلى أن هذه العائلات قد تم انتشالها من مختلف بلديات العاصمة، من بينها بلدية باب الزوار ، الدارالبيضاء ، برج الكيفان، وذلك إثر تضرر منازلها من زلزال 2003 ، وما زاد من تذمر السكان هي الوعود التي وصفوها بالفاشلة والكاذبة ، خاصة بعد الاحتجاجات التي قاموا بها، سيما بعد آخر احتجاج الذي كان أمام مقر الدائرة الإدارية التابعة لبلدية الدارالبيضاء ، أين رفض – حسبهم-- رئيس الدائرة استقبال ممثلين عنهم و الذين عبروا عن غضبهم بصمت.وإلى جانب هذا النسيان فإن العائلات الساكنة بهذا الحي والذي أصبح من الأحياء الفوضوية تتخبط في ظروف صعبة ومزرية إلى درجة الإحتقار، حيث تفتقر هذه الأخيرة لأدنى شروط الحياة مع انتشار واسع للآفات الاجتماعية التي باتت تهدد حياتهم ، إلى جانب التهميش الذي عانوا منه لأكثر من خمس سنوات منتظرين لحظة الفرج ، ناهيك عن الوعود المتكررة التي أصبحت بالنسبة لهم حكاية يرويها المسئولين كلما تسنى لهم ذلك ، ناهيك عن المشاكل المختلفة التي أرقتهم ، خاصة الرطوبة التي أدت إلى تآكل الشاليهات ، إلى جانب انتشارا العديد من الأمراض كالربو والحساسية وضيق التنفس بسبب مادة الأمنيوت التي صنعت منها تلك الشاليهات ، حيث معاناة السكان في الشتاء أو الصيف سواء ، إذ يعانون الأمرين خاصة خلال فصل الشتاء ، بينما يفضلون البقاء بالخارج في فصل الصيف بسبب ارتفاع الحرارة داخل تلك الشاليهات ، إضافة على هذه المشاكل فإن ذلك الحي يفتقر إلى قنوات الصرف الصحي ، والذي تحول إلى مصدر للأمراض والأوبئة التي تتنقل إلى السكان عن طريق الحشرات ، وتزداد نسبة ارتفاع مثل هذه الأمراض في فصل الصيف. ناهيك عن انتشار ظاهرة السرقة التي باتت تؤرق سكان حي علي عمران الذين لم يسلموا من سرقة أغراضهم رغم المعاناة التي يعيشونها وكثرة المشاكل التي يتخبطون فيها،إذ جردت أكثر من عائلة من ممتلكاتها الخاصة كالأدوات الكهرومنزلية، والغريب في الأمر هو أن كل ذلك يحدث في عز النهار، وما زاد الطين بلة في سخط مواطني شاليهات حي علي عمران هو عدم تدخل السلطات المحلية من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي انتشرت على مستوى هذا الحي إن صحت تسميته كذلك. سعاد طاهر محفوظي