ترحيل سكان "الشاليهات" بعد انتظار طويل إثر الأمطار الغزيرة والفيضانات التي غمرت البيوت الجاهزة "الشاليهات" في عدد من بلديات شرق ولاية الجزائرو قرر والي العاصمة محمد لكبير عدو إطلاق برنامج استعجالي لتطهير الشاليهات من مياه الأمطار وتكليف لجنة ولائية مشكلة من مصالح التطهير والري لتخليص البيوت الجاهزة من الأوحال ومنع الأضرار التي قد تلحق بها خلال فترة تساقط الأمطار في انتظار ترحيلها في أجل أقصاه نوفمبر المقبل.. * * تشهد عدد من مواقع الشاليهات شرق العاصمة منذ بداية شهر سبتمبر غلياناً ميزته الاحتجاجات المتكررة أمام المقاطعات الإدارية، التي تعرف تدفقاً يومياً لنزلاء الشاليهات، للمطالبة بترحيلهم إلى سكنات اجتماعية وانتشالهم من الأوحال التي تحاصر بيوتهم منذ بداية سقوط الأمطار وحولت شاليهاتهم إلى سكنات عائمة، كما هو الشأن في البيوت الجاهزة لموقع الباخرة المحطمة ودرڤانة ببرج الكيفان والرغاية وجعلتها معزولة عن العالم الخارجي في غياب كلي للسلطات المحلية. * سكان الشاليهات وعددهم يتجاوز 05 آلاف عائلة موزعة على 25 موقعا أغلبها يقع في الرغاية، برج الكيفان، برج البحري، الدارالبيضاء، عين طاية، وهرواة، وقد تم إسكانهم في الشاليهات ما بين 2003 و2004 بشكل مؤقت إلى حين ترحيلهم إلى سكنات اجتماعية في إطار برنامج الولاية الخاص بإعادة الإسكان، وقد استقدمت تلك العائلات إما من مراكز العبور أو أن بناياتها هشة وآيلة للسقوط وتشكل خطرا على حياة السكان أو كانت تقيم في بيوت فوضوية.. ترى في هذه الإقامات الخشبية التي أصبحت الحياة فيها مع مرور الوقت أشبه بالمستحيل، خصوصا وأن الأمراض بدأت تفتك بالعشرات منهم. * وفي هذا السياق، ذكر ممثلو حيي علي عمران 3 و4 ببرج الكيفان ل "الشروق اليومي" أن الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ 2003 دفعتهم إلى المطالبة بترحيلهم إلى سكنات لائقة على غرار باقي الدوائر الأخرى بالعاصمة، مضيفين أن ولاية الجزائر لم تتفقد أحوالهم منذ ترحيلهم، خصوصا وأن الوضعية الصحية غير المريحة التي صاروا عليها أثقلت كواهلهم بفاتورات الأدوية، جراء الأمراض الناتجة عن الرطوبة شتاء كون المدة التي قضوها زادت عن الخمس سنوات، وأن جلهم يعانون أمراضاً جلدية تنفسية وغيرها، وأنهم عاجزون عن توفير لقمة العيش فما بالك بشراء الأدوية التي فاقت طاقة المواطن. * للإشارة فإن والي العاصمة محمد لكبير عدو قد أكد في تصريح سابق ل "الشروق" بأن مصالح ولاية الجزائر بصدد وضع اللمسات الأخيرة لبرنامج إعادة الإسكان يشمل على وجه الخصوص إسكان سكان الشاليهات بشرق العاصمة والمقيمين في بنايات قديمة وآيلة للسقوط، وتشكل خطرا على أصحابها، كما يشمل هذا البرنامج حسب والي الجزائر سكان البنايات الفوضوية المتواجدة داخل إقليم بلديات العاصمة وفي ضواحيها فضلا عن حصة موجهة لطالبي السكنات الاجتماعية. * ورفض محمد لكبير عدو الخوض في تفاصيل هذا المشروع، كما رفض تقديم الحصة السكنية المخصصة لترحيل سكان الشاليهات واكتفى بالقول إن هذا البرنامج سيرفع الغبن عن عدد هام من العائلات التي هي بأمس بحاجة إلى سكن.