صنّف نقاد في الجزائر، رواية "نجل الفقير" للأديب الراحل "مولود فرعون" أهم عمل روائي جزائري، وأشاد مختصون بما حملته "نجل الفقير" من تميز دفع كبرى دور النشر عبر العالم تتهافت على ترجمتها إلى 25 لغة عالمية نظرا لجملة الأفكار والقيم الإنسانية الرائعة التي تضمنها. وقال الأستاذ "يوسف مراحي" أنّ الراحل مولود فرعون الذي اغتالته منظمة الجيش السري الفرنسية المتطرفة في 15 مارس 1962، قدّم من خلال "نجل الفقير" باكورة روائية متفردة أبدع في نسج فصولها بأسلوب بسيط ينم بحسبه عن عمق إنساني كبير.بدوره، لاحظ الأستاذ محمد الأخضر معقال أنّ الرواية التي كتبها فرعون في شهر أفريل سنة 1939م، وقارب فيها المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاحتلال الفرنسي، والمحاولات العديدة لطمس هويته، يظهر فرعون كمثقف سئم من فرنسا التي ظلت تدير ظهرها للسكان الأصليين، لذا أبرز الكاتب التزامه رفقة مواطنيه بفكرة الاستقلال.وقال الدكتور والروائي أمين الزاوي، أنّ العمل الذي أبدعه فرعون، وحُظي بالنشر بعد نحو 66 سنة، تصوّر بالفعل عمق سياقات الشد والجذب بين الجزائروفرنسا، ويذهب الزاوي إلى أنّ الرواية كان يمكن لها لو صدرت حين كتابتها، أن تثير قدرا غير قليل من الضجيج، ويلفت الزاوي إلى أنّ العمل تناول البعد المرتبط بالهوية على أساس كليات غير مفصولة.وتدور أحداث الرواية عقب نهاية "معركة الجزائر" الشهيرة شتاء العام 1957، وبطل العمل هو مدير مدرسة جزائري يغادر الريف ويستقر في الجزائر العاصمة حيث عٌُيّن مديرا لمدرسة بحي شعبي، يتعرف على مُدرّسة فرنسية تدعى فرانسواز، لتتشعب الرواية في سياقات غير منتهية عن الهوية والأنا المستقل والإستيلاب. فرعون صاحب المقولة الشهيرة ( أكتب بالفرنسية، وأتكلم بالفرنسية، لأقول للفرنسيين، أني لست فرنسيا)، ترك ورائه مؤلفات عديدة، من بينها أيام قبائلية، أشعار سي محند، فضلا عن أربع روايات، نجل الفقير، الذكرى، الدروب الوعرة، والأرض والدم، ناهيك عن مجموعة هامة من الرسائل والمقالات. الهام سعيد