حذرت، الدكتورة مارغريت تشان المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية وعضو لجنة التطوير الدولية لتمويل الأنظمة الصحية، من ان الازمة المالية ستؤدي إلى وفاة الآلاف من الأطفال والنساء ، كنتيجة مباشرة للأزمة الاقتصادية الراهنة التي تعرقل الجهود الرامية إلى تحسين العناية الصحية بالأمهات، وخفض معدلات الوفيات بين الأطفال.كما أضافت الدكتورة أن المخاطر الناجمة عن نقص السيولة المالية في الدول الفقيرة بدأت تتحكم فعليا بهذه الدول، وأن التقديرات باحتمال وفاة ما بين 200-400 ألف طفل إضافي سنويا بسبب الأزمة المالية العالمية يعتبر رقما غير مبالغ فيه، داعية قادة العالم إلى تحويل وعودهم السابقة بشأن تقديم العون للدول النامية إلى أفعال. و قد جاءت تصريحات المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية وعضو لجنة التطوير الدولية لتمويل الأنظمة الصحية عقب اللقاء الذي ضم في لندن مؤخرا، عددا من زعماء العالم بدعوة من رئيس الوزراء البريطاني "غوردون براون". وقالت في معرض وصفها لحجم الكارثة المقبلة إنه لا يوجد سبب واحد للتشكيك في أن هذا الرقم من الضحايا سيكون واقعا فعليا، لو فشل العالم في التحرك لمواجهة الأخطار الناجمة عن الأزمة المالية. وأكدت المسؤولة الدولية أن العديد من النساء سيعانين من مخاطر كثيرة، منها احتمال الوفاة بسبب المضاعفات الصحية الناجمة عن الحمل أو الولادة، كما هو الحال بالنسبة للأطفال الذين يعانون نقصا في التغذية أو في اللقاحات ضد الأمراض أو المياه الملوثة أو غياب المرافق الصحية. وشددت تشان على أن التجارب السابقة أثبتت عمليا أن النساء والأطفال -وتحديدا الإناث - هما الشريحتان الأكثر تأثرا بالأزمات الاقتصادية، لافتة إلى أنها وبحكم منصبها في منظمة الصحة العالمية اطلعت على أدلة تثبت تفاقم المشاكل الناجمة عن نقص التمويل للبرامج الصحية. ومن بين الأدلة الواردة الذكر تراجع نسبة التحويلات المالية للعمال المغتربين إلى بلدانهم الفقيرة، وهو ما بات يؤثر على الوضع الصحي لأسرهم، فضلا عن تزايد المخاوف من أن يدفع نقص السيولة المالية حكومات الدول الفقيرة إلى عدم وضع الرعاية الصحية كأولوية رئيسية للإنفاق، بالتزامن مع تراجع الدول الغنية عن وعودها بتقديم الدعم المالي لها. ويذكر أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من نصف مليون امرأة تموت سنويا بسبب مضاعفات صحية - يمكن تجنبها - بسبب الحمل أو الولادة، وأن طفلا واحدا على الأقل يموت كل ثلاث ثوان بسبب مشاكل صحية.كما يشار أيضا إلى أن من بين الأهداف الثمانية للتنمية الألفية التي وقعت عليها الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، العمل على خفض معدلات الوفيات بين الأطفال بواقع الثلثين، وخفض نسبة الوفيات الناجمة عن حالات الأمومة بواقع 75بالمائة بحلول العام 2015، بيد أن تقرير اللجنة الدولية لتطوير تمويل الأنظمة الصحية الصادر أمس الجمعة، أشار إلى تراجع المخصصات المالية بواقع 30 مليار دولار سنويا بحلول العام المستهدف لخفض معدلات الوفيات بين صفوف النساء والأطفال في الدول الفقيرة. ويلفت التقرير إلى أن هذا المبلغ من شأنه أن يحافظ على حياة 10 ملايين شخص بواقع ثلاثة ملايين امرأة وسبعة ملايين طفل، ولم يكتف التقرير بهذه الأرقام المخيفة، وإنما أكد أنه سيبقى هناك نقص كبير في تمويل البرنامج يصل إلى 7 مليارات دولار سنويا حتى لو التزمت جميع الدول المانحة بتخصيص ما مقداره 0.7بالمائة من ناتج دخلها القومي لصالح المساعدات، ووظفت الدول النامية 15بالمائة من ميزانية الإنفاق العام لصالح برامج الرعاية الصحية. الهام سعيد