الشاب (ع. فوزي)، 28 سنة فقط، لكنه متزوج بأربع نساء، هذا ليس خيالا روائيا أو سنمائيا لإثارة ضجة مثلما أثارها فيلم "الحاج متولي" وإنما واقع بمدينة باتنة. يقول فوزي الذي التقته الشروق وهو منهمك في كسب رزقه من طاولة، نعم طاولة لبيع العطور والأشرطة الدينية والمطبوعات الإسلامية السلفية "نعم، أنا متزوج من أربع نساء، عمري الآن 28 سنة، أول زوجة دخلت بها عندما كان عمري 23 سنة في 2003، والثانية في 2005 والثالثة في 2006 والرابعة في 2007". عندما تسأله عن مبرّر ذلك وبعض الرجال لا يقوى على واحدة، يجيبك بهدوء وبسمة وقناعة "هذا إحياء للسنة المهجورة، فهو واجب شرعي ثم واجب اجتماعي للقضاء على العنوسة، وهو تحصين للنفس ضد الصدام المتفشي والفتن المتنقلة في الشوارع، الحليلة (الزوجة) أفضل من الخليلة (العشيقة)". ومن نسائه الأربع اللائي يعشن في منزل مشترك، أنجب 5 أطفال، ثلاثة من الأولى واثنان من الثانية وزوجة واحدة لم تنجب والرابعة في طريق الإنجاب، والمثير ليس هُنا بل في كون زوجاته خطبن له في »متتالية هندسية«، حيث يقول "زوجتي الأولى خطبت لي الثانية، والثانية خطبت لي الثالثة، والأولى والثانية خطبتا لي الرابعة" ومثله مثل متتبعي المنهج السلفي لا يتفلسف فهو يعتبر التعدد أمرا شرعيا، وهو حسب ما يؤكده "مرتاح في حياته وسعيد للغاية مع زوجاته الأربع"، ولا يبدو قلقا على الرزق، حيث يقول "كل ما أملك هذه الطاولة التي تجلب لي دخلا يوميا بين 200 دج إلى 600 دينار يوميا، ليست لي مشكلة في المعيشة عندي مشكل في المنزل وسأوسعه بحول الله"! عندما تسأله عن الخوف من التعدد والخوف من المستقبل، يجيبك ببساطة "الذي لا يعدد شخص "خواف" مصداقا لقوله تعالى: »وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة«، أما الرزق فهو من عند الله وهو مدرك الإنسان كما تدركه الموت، ثم إن كل زوجة يأتي رزقها معها والأمور الشرعية المقصود فيها موعود في رزقها". فوزي ليس وحده، هناك كثير من زملائه يسيرون على هذا المنهج السلفي، حيث يوجد حوالي 60 شابا تزوجوا مابين زوجتين إلى أربع، والمسألة في انتشار حسبما أعلمني هو وصديقه، بل سألني مازحا "إذا أردت زوجة فأنا هنا" مختتما بالأثر المروي عن عبد الله بن عباس "أعظم الرجال رجولة أكثرهم نساء"!