وصلت سفينة حربية أميركية فجر أمس إلى موقع احتجاز قبطان أميركي قبالة الصومال، التي شن رئيس وزرائها هجوما حادا على المجتمع الدولي وحمله مسؤولية تزايد أعمال القرصنة في سواحل بلاده.وقالت شركة النقل البحري الدانماركية ميرسك لاين والتي تشغل السفينة إن المدمرة الأميركية بنبريدغ وصلت إلى الموقع قبيل فجر يوم الخميس. وقال المتحدث باسم الشركة بيجيه تالي إن الشركة على اتصال بسفينتها وبالبحرية الأميركية لكنه امتنع عن التعقيب على الإجراء الذي قد تتخذه البحرية. واكتفى مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن بالقول بأنه توجد قوات أميركية في المنطقة. ولم يوضح ما ستفعل الأطقم العسكرية، وهل ستعتمد خيار التفاوض مدعوما بالتهديد باستخدام القوة.وأبلغ كين كوين مساعد ربان السفينة شبكة تلفزيون سيانان الإخبارية أن القراصنة خطفوا السفينة ميرسك ألاباما لفترة قصيرة أمس الأربعاء لكن طاقمها المكون من عشرين أميركيا استعاد السيطرة عليها بعد أن غادرها القراصنة.ولم يتضح بعد كيف يمكن أن يكون البحارة العزل تغلبوا على قراصنة مسلحين بأسلحة آلية. وذكرت سيانان أن قارب النجاة المحتجز فيه الربان قريب جدا من السفينة ميرسك ألاباما وأن أفراد طاقم السفينة يمكنهم رؤية المدمرة بنبريدغ وهم على اتصال بالبحرية.وفي وقت سابق أكدت الشبكة أن الطاقم الأميركي استعاد السيطرة على السفينة التي تبلغ حمولتها 17 ألف طن بعد أن غادرها القراصنة مع الرهينة، وقال متحدث باسم الشركة إنه لم تقع أي إصابات بين باقي أفراد طاقم السفينة. وقال مسؤولون بحريون إن السفينة كانت تحمل معونات غذائية إلى الصومال وأوغندا حينما تعرضت للهجوم في المحيط الهندي على بعد خمسمائة كيلومتر قبالة الصومال.وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون للصحفيين في واشنطن "نشعر بقلق بالغ ونتابع الموقف عن كثب، نركز بشكل محدد الآن على عملية القرصنة هذه والاستيلاء على سفينة تقل 21 مواطنا أميركيا وبشكل أكثر عمومية نعتقد أن العالم يجب أن يتكاتف للقضاء على بلاء القرصنة".وقال مراسل الجزيرة نت في مقديشو جبريل يوسف إن رئيس وزراء الصومال عمر عبد الرشيد شرماركي شن هجوما على المجتمع بسبب تزايد أعمال القرصنة. وحمل شرماركي المجتمع الدولي مسؤولية انتعاش القرصنة في السواحل الصومالية مشددا على أن الأسلوب المتبع دوليا إزاء هذه المشكلة هو السبب وراء تفاقم أزمة القرصنة في سواحل بلاده. وقال في مؤتمر صحفي مساء أمس يجب على المجتمع الدولي دعم مبدأ تقوية ومساعدة الحكم في الصومال بصفته وسيلة فاعلة لمواجهة القراصنة.كما أشار شرماركي إلى أسباب اقتصادية وأمنية أجبرت الكثيرين على ممارسة القرصنة في الصومال، داعيا الدول الكبرى والعالم لمساعدة الحكومة الصومالية في خلق تطلعات اقتصادية للقراصنة. وقال "إن ثلث الميزانية المخصصة لحماية السفن وملاحقة القراصنة يكفي في مساعدة الحكومة الصومالية في استعادة النظام ومن ثم خلق برامج اقتصادية للقراصنة، لذا نستغرب أسلوب العالم إزاء مواجهة القراصنة". كما دعا إلى تفعيل القانون وطالب المجتمع الدولي بأن يعمل على دعم الحكومة الصومالية اقتصاديا وعسكريا بدلا من إنفاق ملايين الدولارات على حماية السفن وملاحقة القراصنة على سطح الماء. وقال "إن المجتمع الدولي يتصرف كالطبيب الذي يمنح مريضه حبوب وجع الرأس في حين يشكو المريض من آلام المعدة".