تعتبر مشكلة السكن من بين أبرز المشاكل التي يعاني منها سكان عدّة أحياء من بلدية بوزريعة ،في ظلّ غياب المشاريع التنموية ، خصوصا المشاريع السكنية التي من شأنها التقليص من الانتشار السريع للبيوت الفوضوية التي أصبحت تنبت كالفطريات عبر أنحاء المنطقة من جهة ومشوهة لمنظر البلدية من جهة أخرى . تعتبر بلدية بوزريعة الواقعة في أعالي العاصمة من بين أفقر البلديات والسبب راجع لاتساع مساحتها مما جعل الأمر صعبا لتسيير مختلف المشاريع المحلية بما فيها الرياضية ، الثقافية وغيرها من المشاريع التي تعكس التنمية المحلية في كل بلدية ، وما لفت انتباهنا هو الانتشار الرهيب للبيوت القصديرية والتي تبدوا من بعيد كأنها كومات من القصدير ، ومن بين أكبر الأحياء المتواجدة على مستوى البلدية هو حي بوسماحة الذي يضم أكبر عدد من سكان بوزريعة ، حيث أعرب ممثل السكان " محمد – س" عن استيائهم الكبير بسبب المشاكل التي يتخبطون فيها منذ أكثر من عشرين سنة ، حيث أكد أنهم كانوا يعدون على الأصابع ولكن العشرية السوداء جلبت العديد من مختلف الولايات الداخلية للعاصمة خوفا من الإرهاب واستقروا بهذا الحي منتظرين لحظة الفرج. وأضاف ذات المتحدث أن المشاكل التي يعانون منها حولت حياتهم إلى جحيم ، من بينها " اهتراء الجدران بسبب مياه الأمطار التي تتخللها متسببة من جهة في خلق مشكل الرطوبة التي بدوره تسبب في انتشار الأمراض ، خاصة الحساسية الجلدية و الصدرية التي مست فئة الأطفال والمسنين ، ناهيك عن انعدام الغاز الطبيعي مما يضطر السكان إلى اقتناء قارورات غاز البوتان من أجل التدفئة. أما بالنسبة للكهرباء ، فأغلب القاطنين بهذا الحي يجلبونها بطرق غير شرعية مما يشكل خطرا على حياتهم بسبب تداخل الكوابل ببعضها البعض ، حيث أكد ممثل الحي أنه تم تسجيل عدد كبير من الوفيات خاصة الأطفال بسبب تلك الكوابل الكهربائية ، إلا أن البلدية لم تتدخل لوضع حد لهذه الظاهرة التي أضحت واسعة وشاملة. وأمام هذه المشاكل وأخرى، ناشد سكان حي بوسماحة السلطات المحلية من أجل التعجيل بالتدخل لوضع حد لهذه المعاناة التي حولت حياتهم إلى جحيم.