تهيمن أزمة السكن تهيمن على بلدية المقري المعروفة ب 'ليفيي''، حيث تبقى مختلف أحيائها مصنفة في الخانة الحمراء بسبب هشاشتها، حتى أصبح الجميع يسميها بالبلدية المنكوبة، وطرح السكان المتضررين مشاكلهم، وأوضحوا ل صصالسياسي'' الوضعية التي آلت إليها بيوتهم وسط تلك الأحياء المنسية· شرح حباش عمر عضو مجلس ببلدية المقرية النقائص التي تشوب المنطقة على عدة مستويات انطلاقا من المشاريع السكنية ووصولا إلى غياب مناصب عمل، والتي اعتبرها المشاكل الرئيسية التي تعاني منها بلدية المقرية، وعبر عن ذلك قائلا: ''البلدية لم تقم منذ وقت طويل بأي جهود لتحسين أوضاع المواطن''، وعرفنا بدوره على عدة أحياء تعتبر منكوبة على حد قوله، بالنظر إلى الوضعية المزرية التي يعيشها السكان، حيث يقول أنهم يعيشون على أمل تحسن الأوضاع يوما بيوم، وللأسف الشديد لا ضمان لذلك حسبه· السكن في رأس قائمة انشغالاتهم وقد تسببت هذه الأوضاع حسبه بالمزيد من المشاكل أهمها العنوسة التي عرفت ارتفاعا ملحوظا، والتسرب المدرسي، وقد بدت ملامح الرغبة في افتكاك سكن جديد بادية على وجوه المواطنين، وصار حلم الحصول على مسكن مطلبا ملحا لدى الجميع، واستهل عمي عمر كلامه بالحديث عن الحي القصديري لواد أوشايح الذي كان في البداية عبارة عن مركز عبور، حيث قاموا بترحيل جهة الحي التابعة لبلدية باش جراح، وفي ذلك الوقت بدأت البيوت القصديرية في الانتشار بجانبه كالطفيليات حتى أصبحت شبه مدينة قصديرية، حيث يضم أكثر من 001 كوخ قصديري معروف بتردي الأوضاع المعيشية، من خلال حالة السكنات الطوبية وغياب الخدمات الضرورية، ويرى حباش عومار أن البلدية تعاني من مشكل السكن الاجتماعي بأعلى درجات والتي تفوق 0002 طلب للسكن الاجتماعي، حيث لم تقم البلدية حسبه بأي برنامج مسطر، واكتفت فقط بإعانات الولاية التي لاتسد إلا مشاريع ثانوية، لا تعتبر الانشغال الأول لدى المواطنين، الذين يأملون في تحقق حلمهم في الحصول على مسكن يقيهم من الشتات· المجهودات الهشة لمصالح البلدية تثير مخاوف قاطني السكنات الهشة في سياق آخر تعاني البلدية من مشكلة السكنات الهشة فهي تضم 08 سكنا هشا يثير الكثير من المخاوف من أن تسقط فوق رؤوس القاطنين، علما أن هذه السكنات معروفة بضيق غرفها فهي تضم عائلات أغلبها تتكون من 21 فردا، بالإضافة إلى اهتراءها وقدمها وتشبعها بالرطوبة التي أصبحت تهدد صحة المواطنين، وهو الأمر الذي أثار حالة استنفار قصوى بين العائلات في ظل عدم الاستفادة من المرافق الأساسية كجمع النفايات والإنارة العمومية وتوزيع المياه وكذلك قطاع الصحة والتربية· ويعتبر كل من حي ''لارماف'' وحي صصلاسيلا'' التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 8591, مثالا حيا عن شكاوي المواطنين، التي تزيد حدتها في فصل الصيف، حيث يشهد حي ''لارماف'' تجمعات من الشباب خارج البيوت لغاية الساعة الثانية أو الثالثة صباحا بسبب الضيق من جهة، وارتفاع درجة الحرارة من جهة ثانية، وهو نفس الحال الذي يعيشه سكان مختلف الأحياء المجاورة، كحي ''المنظر الجميل'' أو ''المكسيك''، والذي يعتبر من أكبر الأحياء من حيث الكثافة السكانية، حيث تحول هذا الأخير وبمرور السنوات من حي عادي إلى حي قصديري تنامت حوله البيوت القصديرية كالفطريات من كل الجوانب· البطالة والعزوبية أحدث مشكل السكن ضغطا كبيرا على نفوس المواطنين، وهو الوضع الذي يعكس مشاكله بصورة سلبية تعود على الشباب ومستقبلهم بالسلب حيث يعتبر مشكل السكن من أهم الأسباب التي تنتج أشخاصا مريضين نفسيا ومتخلفين في جميع الميادين، باعتبار أن الفرد الذي لا ينعم بالراحة في بيته بالموازاة مع الضغوطات التي تحاصره في الشارع، يتحول حتما إلى شخص عنيف، وقد أصبح المواطن الجزائري يعزف عن الزواج لانعدام البيت الذي يعتبر حقا من حقوقه الطبيعية، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة العزوبة وسط الأحياء الشعبية، ومن جهتهم أعرب شباب هذه الأحياء عن أمنياتهم في الحصول على وظائف عمل مستقرة في بعض المؤسسات المتواجدة بإقليم البلدية، كأعوان أمن أو مساعدين أو حتى عمال نظافة، الأمر الذي دفعهم إلى الاستنجاد بالسلطات المحلية· طاقات شبانية محرومة وفي غياب الرقابة الأمنية، فقد مهد ما سبق لانتشار آفات اجتماعية كثيرة كظواهر السرقة والمخدرات وغيرها، وحتى الملعب المتوفر بالمنطقة فقد قام السكان باستغلاله وقاموا ببناءه والاستفادة منه للسكن بطريقة فوضوية، وقد قام المواطنون نظرا لهذه النقائص بعدة احتجاجات على وضعيتهم، حيث تلقوا حسب ما أدلوا به عدة وعود بتسوية وضعيتهم، لكنها بقيت خارج إطار التطبيق حسبهم، وهو الأمر الذي قد يتسبب في انفجار الوضع إذا لم يتم الالتفات إليهم في أقرب الآجال· والطرقات··؟ يمثل اهتراء الطرقات مشكلا آخر حيث تعرفه مداخل حي ''المنظر الجميل'' التي تعود إلى سنوات الاستعمار تدهورا، حيث تمتلئ بالحفر والبقع غير المستوية، والتي يحاول عمال البلدية في كل مرة ترقيعها بطبقات من الزفت، تزيد حالها المتردي والكارثي سوءا بمرور الأيام· انعدام الإنارة وتدهور قنوات الصرف الصحي جدد سكان حي 071 مسكن بالمقرية مناشدتهم للسلطات البلدية من أجل استكمال تزويدهم بغاز المدينة وإصلاح الإنارة العمومية بالحي، وأكد المواطنون أنهم راسلوا البلدية التي التزمت الصمت، ويبقى ما قدمته البلدية حسبهم مجرد وعود، كما يشتكي السكان من انعدام الإنارة على مستوى الحي زيادة عن السلالم التي يكسوها الظلام، والذين أوضحوا أن انعدام الإنارة سببه خلل كهربائي، مما يتطلب استبدال الكوابل الخارجية الخاصة بالتوزيع، كما أكد السكان على سوء وضعية قنوات الصرف التي أصبحت تشكل خطرا على صحة أطفالهم، حيث تلوثت معظم الطوابق الأرضية للعمارات نتيجة الأعطاب التي لحقت بقنوات الصرف الصحي، في الوقت الذي لم تبادر المصالح المعنية إلى إصلاحها· قلة الموارد المالية والعقار يرهن النشاط الاقتصادي بالبلدية أما من الناحية التجارية التي من شأنها أن تفتح آفاقا واسعة للشباب بالبلدية، فهي شبه مفقودة، حيث انعكست مشكلة ركود السوق البلدي وانعدام منطقة نشاط محلي إلى جانب ضعف المداخيل المالية بالمقرية التي لا تتجاوز 7 ملايير سنتيم، بالسلب على واقع التنمية المحلية في ظل ارتفاع الكثافة السكانية، مما يجعلها موردا يسد حاجة العمال من خلال تغطية أجورهم وتزويد البلدية بالإمكانيات اللازمة للعمل، وفي ظل غياب منطقة نشاط محلي وركود السوق البلدي لم تستطع البلدية تدعيم الميزانية السنوية التي باتت تقتصر فقط على إعانات الولاية، الأمر الذي ترك شكاوى المواطنين في توفير الكثير من المرافق حبيسة أدراج المسؤولين الذين يطالبون في كل مرة بتجسيد بعض المشاريع التي تساهم في ارتفاع وتحسين مداخيل البلدية، وبالتالي تحسين الظروف الاجتماعية لأحيائها الشعبية التي لازالت تحلم بتحسين متطلبات العيش الكريم، وما زاد من تأزم الوضعية أكثر نقص إن لم نقل غياب العقار لإنجاز مثل هذه المشاريع التنموية· إمكانيات تجارية متاحة بالبلدية غير مستغلة ومنه، مازال مشروع 001 محل مهني حبيس أدراج البلدية التي لم تقدم أي معلومة رسمية حول مصير المشروع، وبذلك فهي لاتشهد إقبالا من المواطنين على طلب هذه المحلات، لعدم وجود توعية وإعلان عن وجود هذا المشروع من الأساس، باعتبار أنها المهمة التي تدخل ضمن واجبات البلدية، لذلك صرح عمي عمار أنها النقطة التي قصر فيها المسؤولين بالبلدية· كما أنجز بالبلدية سوق بلدي إلا أن المقاول الذي أنجزه لم يحترم المقاييس المفترض إتباعها في تشييد الأسواق، وهو ما فتح المجال للتجارة الفوضوية، وانتشار الباعة عبر طرقات وأرصفة الأحياء ما أثر على وضعيتها، من حيث التنظيم والنظافة، و أثار انزعاج السكان، وقد قام رجال الأمن في مناسبات عديدة بطرد الباعة من الطريق الرئيسي، ما دفعهم إلى التركز بالطرقات الجانبية للأحياء· فيما يعمل مركز تعليم الخياطة المتواجد بالبلدية بصفة غير قانونية، حيث لم تحدد وضعيته القانونية والمالية، وتقوم بتسييره مواطنة منتخبة بالبلدية، وحتى المتعلمات بهذا المركز لا يحصلن على شهادات في الميدان، حيث لم تحدد البلدية إذا كانت الطالبات تدفعن مبالغ مالية مقابل التعلم أم لا، ويرى حباش عومار أن الطريقة العشوائية التي يسير بها مركز تعليم الخياطة هذا يثير العديد من علامات الاستفهام· وتتواجد بالبلدية أيضا محلات تجارية كبيرة غير مستغلة، حاول المعنيون إحيائها واستغلالها لصالح الشباب إلا أن القائمين عليها رفضوا منحنا تحويل الأرضية، وهو ما عطل من تفعيل نشاط تجاري بالمنطقة· ولذلك يناشد هؤلاء السكان المسؤولين المحليين مصالح الولاية الالتفات إلى هذه البلدية الفقيرة عن طريق تدعيمها بالموارد المالية اللازمة، من أجل إدراج الكثير من المشاريع التي تعد أولوية بالنظر إلى احتياجات السكان وارتفاع نسبة الكثافة السكانية