دعت حنفي عيشة أستاذة الآثار بجامعة الجزائر العاصمة بميلة إلى إجراء دراسة أثرية دقيقة لبناية المسجد الأثري ل"سيدي غانم" الذي يعد أول مسجد شيد بالجزائر بعد الفتح الإسلامي. وقالت الأستاذة حنفي التي تقوم منذ أيام رفقة أستاذين آخرين و 40 طالبا وطالبة من المعهد الوطني للآثار بجامعة الجزائر برحلة استكشافية تربصية ودراسية للمعالم الأثرية لولاية ميلة أن هذه الأخيرة ولا سيما منها ميلة القديمة تعد "ورشة دراسية مفتوحة" أمام الباحثين والطلبة الدارسين لمختلف الحقب التاريخية ومنها مرحلتي ما قبل التاريخ والمرحلة الإسلامية . وأعلن عمار نوارة محافظ آثار ميلة من جهته أن هذه البعثة الدراسية التي تضم طلبة في السنة الثالثة في اختصاصي آثار إسلامية وصيانة وترميم قد اكتشفت لدى زيارتها لمعلم مسجد "سيدي غانم" كتابة باللغة العربية بالخط الكوفي البسيط منقوشة على الحجر داخل المعلم وذلك لأول مرة ما يدل على أهمية الدارسة في ضمان تقدم الأبحاث الأثرية. ومن جهة أخرى تمكنت إحدى مؤطرات البعثة من قراءة محتوى الكتابة الموجودة على الواجهة الرئيسية لهذا المعلم الذي بناه الفاتح أبو المهاجر دينار بتاريخ 59 للهجرة حسب الروايات التاريخية.ويعتزم الكثير من الطلبة والطالبات أعضاء وفد علم الآثار بجامعة الجزائر اختيار مواضيع أطروحاتهم الجامعية السنة القادمة من وحي ما شاهدوه من ثراء أثري وتاريخي تزخر به ميلة التي يكتشفها بعضهم لأول مرة في حياتهم على حد تعبير الأستاذة حنفي.واهتم برنامج الزيارة كما أفاد السيد عمار نوارة بطرح إشكالية "فن العمارة الإسلامية في ضوء ما شاهدوه بمسجد سيدي غانم إذ جرت عدة عمليات دراسية منها المعاينة والاستكشاف والرفع الأثري ولا سيما البحث في أوجه الشبه بين هذا المعلم الفريد بالجزائر والمسجد الأموي لدمشق السورية" . وانتقل اليوم الأربعاء وفد المعهد الوطني للآثار إلى قسنطينة حيث زار "قصر الباي" ومتحف سيرتا الوطني للوقوف على آثار ميلة الموجودة هناك حيث أكد محافظ أثار ميلة بالمناسبة ضرورة توفر ميلة المدينة والولاية على متحف أثري يجمع الكثير من الآثار والقطع الأثرية المنتشرة هناك وهناك.سعاد طاهر / م