أكدت عيشة حنفي، أستاذة وباحثة في علم الآثار، والتفسيرات الرمزية للموروث الثقافي لمنطقة المغرب الكبير بمعهد الآثار بجامعة الجزائر، أن علم الآثار في كل حال من الأحوال لا يمكن دراسته بعيدا عن وسطه الاجتماعي، والعوامل الأنتروبولوجية التي لها التأثير المباشر في بنية الأثر ومعالمه الأساسية حتى وإن سماها البعض، تقول حنفي، باحثة في علم الاجتماع وليس في علم الآثار لتأويلها الدائم لكل ما هو أثر لبيئته الاجتماعية• كان هذا في محاضرة ألقتها حنفي في متحف الباردو أول أمس، عنونتها في البدء ''رمزية الزرابي في الجزائر'' ولكن توضح عيشة حنفي، أن وفاة مدير معهد الآثار يوم الجمعة الماضي جعلها لا تستطيع التركيز على الموضوع والذي قالت عنه يحتاج التعمق في الدراسة ومصاحبة كل إدلاء بحجة وبرهان• وفضلت المتحدثة لالتزامها بتقديم المحاضرة تقديم رؤية عامة عن الظهور التاريخي للزرابي، والطقوس الملازمة لنسج الزربية في كل منطقة من الجزائر • تطرقت عيشة حنفي إلى الدور الكبير الذي قامت به المرأة الجزائرية من أجل الحفاظ على الموروث الثقافي الجزائري ثم إلى المعنى التاريخي للزرابي، وهي كلمة فارسية تعني ''الدوس'' لارتباط الزربية بالأرض وحتى في نسيجها -توضح المتحدثة - تشبه إلى حد كبير منتوج الأرض من حرث وزرع وحصاد، وهذا ما يحدث تماما مع المنسوج بتحضير الصوف أو الوبر حسب المنطقة وبعد ذلك الخشب المستعمل للنسج، وتحضير الوسائل التي تستعمل للنسج من حلاجة ومشط• • ووصفت عيشة حنفي بدء نسج الزرابي في أي بيت ببداية فرحة عارمة تطال كل العائلة حتى الأطفال الذين يستغلون هذه الفرصة في الاستماع إلى أكبر قدر ممكن إلى الحكايا الشعبية التي تسردها عليهم أمهاتهم أو جداتهم، كما تذبح الكباش إيذانا عن بدء النسيج ويصاحب النسج مواويل وحكايا حفظت إلى حد كبير الموروث الشفاهي للمناطق المغلقة خاصة•