صدر العدد الأول من مجلة "باناف" (المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني) المزمع تنظيمه في شهر جويلية المقبل لتقديم لمحة تسمح للقارئ بالاطلاع على ثراء الثقافة الإفريقية بأقلام جزائرية وإفريقية معروفة. واستهلت هذه المجلة التي تصدر في ثلاث لغات رسمية بإفريقيا (العربية و الفرنسية و الإنكليزية) بمقال لزواوي بن حمادي مدير الاتصال بالمهرجان الذي اعتبر التظاهرة تحديا حيث أراد أن يعود و من خلاله الجزائر عن طريق الحضارات التي ميزت القارة الإفريقية عن طريق الابتسامة و إيماءة الشعوب السعيدة بحركية الشباب و بأقلام العلماء الضارب في أعماق التاريخ ،فحسب بن حمادي مهرجان الجزائر لن يكون قائمة لثقافة محنطة فلكلورية أو عاجزة لكن " نفكر ،نتكلم نسأل و نتساءل هل كنا دائما كما يزعم الأخر خارج التاريخ ؟" كما تساءل بن حمادي عن ماضي و حاضر و مستقبل القارة و الجواب عنه نجده دفينا في "باأوباب الجزائر" الذي اختاره عنوانا للتعبير عن الرسالة التي تنتظر افريقيا في هذا الحدث المميز علها تعرف نفسها أفضل و تعرف بنفسها للغير وهذا بعيدا عن التفكير السياسي الجاد الذي سيلقي بظلاله على كاهل المئات من المثقفين و الفلاسفة والأدباء و الكتاب و المفكرين و المختصين في علم النفس و الأنتربولوجيا. و في الباب المخصص للأدب و الشعر نجد فسيفساء ما أنتجه عصارة أمخاخ الكتاب الأفذاذ الذين تركوا بصماتهم ،حيث تناول الكاتب الجنوب إفريقي "أندريه فيليس برينك" المعروف بمناهضته للعنصرية مختلف الإشكاليات المتعلقة بالأدب الإفريقي سيما المواضيع التي تطرق إليها الروائيون الأفارقة الذين سيطروا سيطرة كلية على الرواية انطلاقا من تجربته الشخصية تحت نظام "الأبارتيد"، فلإفريقيا حسب برينك حكايتها لتعبر عنها و وتيرتها للغناء على وقعها و مسرحياتها للاحتفاء بها مما يسمح للكتاب الأفارقة التعبير عنه خلال المناسبات . و حول موضوع الأبارتيد كذلك ساهم الكاتب و الروائي الجزائري رشيد بوجدرة بمقال قيم و ثري قدم من خلاله تحليلا دقيقا للأدب الإفريقي في ظل هذا النظام المشؤوم من خلال ابرازه لتجربة الأدباء الأفارقة الشباب الذين لم يتمكنوا من تضميد جراح هذا النظام الذي يعد إجحافا في حق الانسان . أما الكاتبة الهايتية الفير موروارد المختصة في الأدب الإفريقي فقد حاولت أن تبحر معنا عبر العمل الروائي لصاحبه الانجليزي المعروف شكسبير "عطيل" حيث حاولت تحديد الفترة التي تم خلالها ذكر شخصيات سود في أعمال أدبية بالغرب. في حين فضل الكاتب الطوغولي " صادامي تشاكور الملقب بسامي تشاك" الخوض في البحث على مستقبل الهوية الجماعية و الفردية لقارة إفريقيا التي عجزت عن إثبات ذاتها. وتحت عنوان " مجرة رضا دوماز" أمضى الصحفي الجزائري عبد الكريم تازورت بورتريه حول الفنان رضا دوماز الذي وصفه "بالظاهرة" في الغناء الشعبي الجزائري و الذي خرج عن تقاليد هذا النوع المعروف بجانبه المدرسي". ومن جهته، عرض المدير العام للأكاديمية الإفريقية للغات "أداما ساماسيكو هذه المؤسسة الإفريقية و التي تم المصادقة على هيكلها التنظيمي بقرار من مؤتمر قمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الإفريقي في السودان سنة 2006 بهدف ترقية و إعادة الاعتبار للغات الإفريقية بالشراكة مع اللغة الموروثة عن الاستعمار و ترفية التنوع الثقافي و اللغوي بالإضافة إلى السلم في إفريقيا. و في ركنها "تذكر" فضل معدو مجلة "باناف" مقتطفات من خطب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عنوانا لها كون " الجزائر تحمل إفريقيا في قلبها ، و تعرب لها عن وفائها و عزمها على ان تبقى وطنها الثاني الذي يفتح لكم ذراعيه دائما" كما عادت المجلة في نفس الركن بذاكرة القراء و المهتمين إلى المهرجان الأول الذي أقيم سنة 1969 من خلال انتقائها لبعض المقتطفات من تصريحات شخصيات كالرئيس الراحل هواري بومدين ومحمد الصديق بن يحي ، ياسر عرفات ، هيلي سيلاسيي ،أحمد سي كوتوري ،جومو كومياتا و ليوبولد سيدار سينغور.