قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إنه يرى فرصة لدفع محادثات السلام مع الفلسطينيين. ودافع باراك عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قالت مصر إنه تشوبه عيوب، ووصف ذلك الخطاب بأنه خطوة كبيرة إلى الإمام، وشدد مجددا على يهودية إسرائيل. وقال باراك في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة إن نتنياهو أوضح أن النتيجة الختامية وهي هدف العملية كلها هي أن يقوم وضع يعيش فيه الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي جنبا إلى جنب في دولتين في جوار طيب وسلام وأمن. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تحدث يوم 14 جوان قد قال إن على الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهودية وأن يتخلوا عن حق عودة اللاجئين ولم يتعهد بوقف التوسع في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. ووصفت القاهرة رؤية نتنياهو لدولة فلسطينية منزوعة السلاح بأنها تشوبها عيوب وينقصها الكثير من العناصر. وقالت إن الدولة الفلسطينية المطروحة في الرؤية الإسرائيلية تفتقر إلى أدنى المقومات. كما عبر مسؤولون فلسطينيون أيضا عن معارضتهم لاقتراح نتنياهو. لكن باراك أصر في مؤتمره الصحفي بالقاهرة على أن ثمة فرصة فريدة لعملية السلام لأن المصلحة المشتركة واضحة جدا فيما يتعلق بالكفاح ضد إيران الساعية للهيمنة وضد الإرهاب المتشدد وضد انتشار الأسلحة النووية. وقال باراك إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي لاقى قبولا حسنا من البيت الأبيض مما يعني أن الأميركيين يقرؤونه بنفس الطريقة. ووصف الوزير الإسرائيلي ما صرح به نتنياهو حول الدولة الفلسطينية بأنه خطوة كبيرة إلى الإمام من جانب إسرائيل في المساعدة على دفع السلام. ونفى وجود شقاق مع واشنطن بشأن عملية السلام، لكنه اعترف بتباين في وجهات النظر. وقال إن أي اتفاق نهائي لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي يجب أن يؤكد احترام طبيعة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي. وأشار باراك إلى أن مباحثاته مع مبارك تناولت قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط وجهود الإفراج عنه، منوها بالدور الذي تقوم به مصر في هذا الصدد. وردا على سؤال بشأن مصير شاليط، قال باراك إنه يحبذ عدم التحدث عن جهود الإفراج عنه علنا حيث إن مثل هذه القضايا يجب أن تتم معالجتها بصورة سرية بعيدا عن الإعلام، على حد تعبيره. وغادر باراك القاهرة بعد زيارته التي استمرت عدة ساعات. وقال مسؤول إسرائيلي إن الزيارة تهدف إلى البحث عن وسائل للتحرك قدما في محادثات السلام بعد خطاب نتنياهو والكلمة التي ألقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما من القاهرة في الرابع من جوان وتطرق فيها لمحادثات السلام في الشرق الأوسط وقضايا أخرى. وفي وقت سابق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المباحثات بين باراك والمسؤولين المصريين تتعلق بتحريك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والوضع في قطاع غزة، بما في ذلك طلب المجتمع الدولي من إسرائيل فتح المعابر في القطاع. ونشر المحلل العسكري في موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني رون بن يشاي أول أمس تفاصيل خطة مصرية غايتها الوصول إلى تهدئة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس والتوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية في السلطة الفلسطينية وفتح معابر غزة والسماح بإعادة إعمار القطاع في أعقاب الدمار الهائل الذي خلفته الحرب الإسرائيلية. وقال بن يشاي إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا ولقائه الرئيس بشار الأسد وسفر باراك إلى القاهرة لم يأت من قبيل الصدفة وإنما للتباحث في دفع الخطة السياسية التي بادرت إليها مصر والتي حصلت على موافقة وترحيب أميركي، على حد قوله. ومن جهة أخرى ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون لاحقا في القاهرة لمناقشة خطاب أوباما واقتراح نتنياهو.