تستعد إسرائيل لترحيل طاقم الجزيرة الذي كان على متن سفينة "روح الإنسانية"، في حين دعت منظمات شعبية فلسطينية لتنظيم اعتصامات واسعة للتضامن مع ركاب السفينة والضغط على إسرائيل للإفراج الفوري عنهم. وأكد المحامي الإسرائيلي الذي يتابع شؤون الركاب الذين احتجزتهم إسرائيل أن جميعهم بصحة جيدة. في هذه الأثناء دعت الحملة الدولية لفك الحصار عن غزة واللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إلى تنظيم أكبر حملات ضغط على إسرائيل من أجل الإفراج الفوري عن ركاب السفينة، وأعربت عن القلق على حياتهم. ودعت الحملة الأوروبية لرفع الحصار أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية والدولية إلى تنظيم اعتصامات واسعة أمام السفارات الإسرائيلية في أوروبا تضامنا مع المحتجزين والضغط للإفراج الفوري عنهم. وأشارت إلى أنها ستنظم عددا من الاحتجاجات في عدة دول أوروبية للمطالبة بالإفراج عن محتجزي القارب، وأنه تأكد حتى اللحظة إجراؤها في إيطاليا وهولندا وسويسرا والدانمارك والسويد. وكانت إسرائيل بررت على لسان المتحدث باسم خارجيتها إيغال بالمور احتجاز السفينة بالقول إنها "لم تكن تحمل مساعدات إنسانية، وإنما كانت جزءا من عملية علاقات عامة لأناس يعززون في الواقع الحكم الدموي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة". في المقابل وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية السلوك الإسرائيلي بأنه "قرصنة"، وأكد أن احتجاز السفينة "محاولة فاشلة لوقف هذا التدفق من التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني والمحاصرين في قطاع غزة". وكانت قوارب حربية إسرائيلية اعترضت سفينة "روح الإنسانية" بمجرد وصولها لمياه قطاع غزة، حيث اقتحمها الجنود ثم اقتادوها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، وهناك احتجز جميع الركاب لأكثر من 24 ساعة وأجري تحقيق مطول معهم قبل أن يقرر تسليمهم إلى دائرة الهجرة تمهيدا لترحيلهم. وقد نظمت حركة غزة الحرة رحلة السفينة التي أبحرت من ميناء لارنكا القبرصي إلى غزة وعلى متنها ثلاثة أطنان من المساعدات الطبية ولعب الأطفال وأدوات لإعادة الإعمار إضافة إلى 21 ناشطا أميركيا وأوروبيا وعربيا ومراسل ومصور لقناة الجزيرة. وبين النشطاء على متن السفينة ميريد ماغواير الأيرلندية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام وسينثيا ماكيني وهي عضو سابقة بالكونغرس الأميركي. وهذه الرحلة هي السابعة التي تنظمها حركة "غزة الحرة" من قبرص باتجاه القطاع المحاصر، وقد أكدت المتحدثة باسم الحركة جريتا برلين أنها ستواصل تنظيم رحلات إلى غزة بغض النظر عن اعتراضها، وقالت للصحفيين في قبرص "بالتأكيد سنذهب (إلى غزة) حتى لو اضطررنا للتجديف".