اعترضت زوارق حربية إسرائيلية طريق سفينة روح الإنسانية التي تحمل مساعدات إنسانية وهي في طريقها من قبرص إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي. وهددت القوات الإسرائيلية باستخدام القوة، وطلبت من قائد السفينة العودة إلى لارنكا. وقال مراسل الجزيرة عثمان البتيري من على متن السفينة إن الزوارق الإسرائيلية اقتربت من روح الإنسانية، وطالبت قائد السفينة بالعودة بها من حيث أتت، كما هددوا باستخدام القوة ضدها إذا واصلت مضيها نحو غزة. وأضاف المراسل أن قائد السفينة أبلغ الإسرائيليين أن سفينته لا تحمل سوى مساعدات لأهل غزة، لكن القوة الحربية أمهلت الركاب خمس دقائق للعودة وهددت أكثر من مرة باستخدام القوة لمنع السفينة من مواصلة سيرها إلى القطاع تحت ذريعة أن غزة منطقة حرب ولا يسمح الدخول إليها. وأشار المراسل إلى أن القوة الإسرائيلية عطلت أجهزة الملاحة في السفينة، ولفت إلى أن الإسرائيليين قد يكررون سيناريوهات سابقة حين عمدوا إلى ضرب سفينة الكرامة سابقا وكادت تغرق أو القفز على السفينة واقتيادها واعتقال من بها كما حصل سابقا مع سفينة الأخوة اللبنانية. وكانت روح الإنسانية قد انطلقت من ميناء لارناكا القبرصي متجهة إلى غزة بهدف كسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وتقل السفينة عشرين ناشطا سياسيا وحقوقيا عربا وغربيا، إضافة إلى كميات من المساعدات الطبية والأدوية. ومن بين ركاب السفينة النائبة السابقة بالكونغرس الأميركي سينثيا ماكيني، والحائزة على جائزة نوبل مارياد كوريغان ماكواير، ونشطاء آخرون من بريطانيا وأيرلندا والبحرين وجامايكا. وجاء الانطلاق من لارناكا بعد أربعة أيام من التأجيل بسبب ضغوط سياسية إسرائيلية مورست على الحكومة القبرصية لمنع السفينة من الإبحار. ويحمل كل مسافر كيلوغراما من الأسمنت وغرسة شجرة زيتون ومواد مدرسية وأدوات بناء كبادرة رمزية للتضامن مع سكان القطاع. وكانت حملة "الحرية لغزة" قد نجحت في تسيير خمس رحلات بحرية إلى غزة منذ أوت 2008، متحدية الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عليه في 2007.