تستدعي وضعية الاهمال التي تعاني منها غابة شجر الأرز الأطلسي الموجودة بمرتفعات الشريعة بولاية البلدية وضع مخطط لحماية هذا الفضاء النباتي الهام . و ذكر مدير الحظيرة الوطنية للشريعة أنه ''بات من الضروري وضع مخطط جاد لحماية هذا النوع النباتي ضد تدخلات الإنسان وعن طريق تحسيس الجمهور العريض بضرورة حمايته.'' ومن جهته أشار أحد الاختصاصيين بالحظيرة أن هذا النوع من الأشجار يشكل عاملا سياحيا هاما ويتوفر على مزايا علاجية أكيدة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس. وتعد مسألة حماية و ترقية هذه الغابة من بين الانشغالات الرئيسية لمسؤولي الحظيرة الوطنية للشريعة لتفادي ضياع الأرز الأطلسي و هو نوع نباتي ينتشر بكثرة بإفريقيا الشمالية. وينصب اهتمام مسؤولي وعلماء الطبيعة بالحظيرة الوطنية علاوة على المتابعة الصحية لأشجار الأرز حول تطهير غابات الأرز الأطلسي و تنميتها من خلال غراسة هذا النوع النباتي على امتداد الخط الرابط بين قمة جبال الشريعة وغلاي حيث برهنت التجارب التي أجريت في عين المكان أن هذا الموقع موات جدا لنمو الأرز الأطلسي. وهناك تخوف بأن تلحق الأضرار غابة الشريعة مثلما حدث بالحظيرة الوطنية لبلزما بولاية باتنة حيث لحقت أضرار جسيمة لأشجار الأرز لم يجد لها الخبراء الجزائريون و الأجانب أي تفسير . و أرجع مسؤولو الحظيرة الوطنية للشريعة ظهور علامات التلف على عدد من الأشجار بغابة الأرز للشريعة المتربعة على مساحة قدرها 1300 هكتارا إلى العوامل الطبيعية أو نباتات الفطر. و أكد هؤلاء أن حماية غابة الأرز قضية الجميع من سلطات عمومية و مواطنين داعيين الى التحلي بالحس المدني للحفاظ على تطور هذا النوع النباتي. و ذكر مدير الحظيرة الوطنية للشريعة أن مصالحه جمعت في ظرف شهر واحد عبر غابة الأرز ما يزيد عن طن و نصف من النفايات غير قابلة للتلف طرحها الزوار في عين المكان قد تؤدي إلى تدهور حالة الغابة. وتوجد غابة الأرز الأطلسي للشريعة على ارتفاع يفوق 1500 م عن سطح البحر. كما تتشكل من أشجار كبيرة موجودة بهذا الجزء من الحظيرة الوطنية منذ مئات السنين. و في فصل الربيع تكسو أرضية الغابة أزهار التوليب البري و السحلبية (أوركيدي). أما في فصل الخريف فينتشر فيها الفطر بشكل واسع.