تعمل مصالح محافظة الغابات لولاية البليدة بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية و الحظيرة الوطنية للشريعة على توفير كامل الإمكانات اللاّزمة للحد من ظاهرة حرائق الغابات التي تشهدها ولاية البليدة في كل موسم صيف، والتي باتت تهدّد جبال الأطلس البليدي و الغطاء الغابي بإقليم الولاية علما أن حرائق السنة الماضية والتي قاربت 200 حريق أتت على مساحة تفوق 1000 هكتار منها 167.08 هكتار من الغابات .من أصل 65253 هكتار من الغابات الموجودة بالولاية و التي تمثل 44 بالمائة من المساحة الإجمالية للبليدة متسببة في خسارة ما يزيد عن 30 مليار سنتيم . وفي هذا الإطار قامت المصالح المذكورة بوضع مخطط لمكافحة حرائق الغابات لسنة 2009-ارتكز على عمليتي التحسيس والتوعية ،كما تم تنصيب لجان عملية على مستوى 25 بلدية و 10 لجان على مستوى الدوائر ولجنة ولائية بالإضافة إلى تنصيب لجان المجاورين للغابات وعددها 7بكل من بلديات عين الرمانة وادي جر شفة الصومعة بوعرفة حمام ملوان بوقرة مخطط مكافحة الحرائق لموسم 2009 بولاية البليدة سخرت له أيضا ترسانة هامة من الوسائل والإمكانيات البشرية والمادية وضعت على أهبة الاستعداد لضمان التدخل العاجل لإخماد أي حريق قد يشب عبر إقليم الولاية و وصل تعداد العنصر البشري المعبئ لهذا الغرض مابين أعوان تابعين لمحافظة الغابات والحماية المدنية والحظيرة الوطنية للشريعة إلى 3806 عون . وفيما يتعلق بالأشغال الوقائية تمت تهيئة الخنادق الغابية على امتداد 36 هكتار للحد من توسع انتشار ألسنة اللّهيب و كذا الدّروب الغابية على طول 72 هكتار إلى جانب فتح 10دروب جديدة وانجاز 6 نقاط دائمة لمصادر المياه لتفعيل التدخل السريع في الوقت المناسب. كما عكفت مصالح الغابات إلى تنقية حواف 8 كلم من خطوط السكك الحديدية مع تنقية مسالك الأعمدة الكهربائية من الحشائش التي ازدادت نموا بفعل التساقط الغزير للأمطار. الحظيرة الوطنية للشريعة من جهتها، حضرت 5 فرق للتدخل بزيادة شاحنة صهريج و تنفيذ 3 ورشات للتدخل السريع بإضافة إلى تنصيب فرق متنقلة شاحنات إطفاء و إيجاد أكثر من 30 نقطة مياه. و بمقابل ذلك، تم خلال السنة الجارية إعادة تشتيل أكثر من 1400 هكتار من المساحات الغابية إلى جانب غرس 100 هكتار خاصة بالأشجار المثمرة كتعويض للفلاحين الذين خسروا محاصيلهم جراء حرائق السنوات الماضية . من جهة أخرى ، دعت المصالح المعنية على مستوى إقليم ولاية البليدة من الوافدين على الحظيرة الوطنية للشريعة بضرورة التحلي بروح المسؤولية والحذر من رمي لفافات السجائر من نوافذ المصاعد الهوائية بالوسط الغابي خشية حدوث ما لا يحمد عقباه وتبقى كل هاته الجهود مرهونة بوعي المواطنين الوافدين على المساحات الغابية فيما يبقى المطلوب من الجهات المسؤولة التركيز على تعيين موظفين مؤهلين للقيام بالمداومة على مستوى البلديات لاتخاذ القرارات بالسرعة و الفعالية الضرورية في الحالات الاستعجالية خاصة لتفادي حالات التأخر في بث الإنذار على غرار ما كان يحصل في الحرائق السابقة التي كان بالإمكان التقليل من حجمها لو تم الإنذار في وقت أبكر. هذا ومازال عائق توقف عمليات إخماد الحرائق ليلا لدواعي أمنية من الأسباب التي تساعد على انتشار الحرائق مما يشكل تهديدا للثروة الغابية بالمنطقة